في زحمة شهر رمضان الماضي وفي خضم الأحداث السياسية والثورية لم التفت لواحد من أهم المسلسلات التليفزيونية التي تحمل بكل فخر شعار "صنع في مصر" المسلسل هو "أبواب الخوف" الذي اتاحت لي الفرصة مشاهدته هذه الأيام وهو عمل جديد علي الدراما المصرية ويفتح بابا مهما ينال حاليا اهتمام المشاهدين في أنحاء العالم وإن كانت دول عديدة وعلي رأس أمريكا تضعه في مكانة مهمة في صناعة السينما فيها. وبما انني واحد من عشاق أفلام الرعب التي تتصدر قوائم الإيرادات في أمريكا ادعي ان مسلسل "أبواب الخوف" صناعة مصرية غاية في الإثارة والجودة وتتفوق أي حلقة من حلقاته علي أي فيلم رعب أمريكي واعتقد انه كان من الممكن إنتاج سلسلة من أكثر الأفلام إثارة لو تم استخدام مادته في إنتاج سينمائي. علي وتر أحاسيس الخوف والرعب والإثارة والغيبيات لعب كثير من صناع السينما في الغرب واستطاعوا تقديم عشرات ومئات من الأفلام التي حققت رواجا تجاريا فائقا وإن كانت قد أفلست مؤخرا وحولت هذا النوع إلي أفلام رعب مقززة وعنيفة ودموية ومشاهد وحكايات لا تصدق ولا تطاق فأعتقد ان مسلسل "أبواب الخوف" الذي لم ينتبه له الكثيرون يفتح الباب علي مصراعيه لصناعة سينما الرعب بشكل جديد أهم ما يميزه انه الرعب القادم من الشرق وما أجمل رعب الشرق وسحره وحكاياته التي لا تنتهي انه رعب طازج من مكونات المعتقدات والحكايات والخيالات المصرية الشرقية وهو متوافر ومتواتر ومشوق ومبهر ولا يحتاج إلا إلي كتاب ماهرين لهم خيال واسع ومقدرة علي الاندماج وخلق مشاهد تلامس أحاسيس الخوف مثل الثنائي الرائع الذي ألف أبواب الخوف محمود دسوقي ومحمد سليمان عبدالمالك مع مخرج أؤكد انه سيكون له شأن كبير كمخرج لأفلام الرعب اسمه أحمد خالد فهو في رأيي يمتلك شخصية مبتكرة في ترتيب مشاهده وصناعتها بحرفية عالية وإيقاع مرعب مشوق ويعرف جيدا توظيف أدواته ومؤثراته السمعية والبصرية تجعل دقات القلوب تتعالي. أما الممثل بطل هذا العمل عمر واكد فقد كان الاختيار الأمثل للشخصية المحورية الصانعة للرعب في المسلسل فهو الشخص الخارق الذي يشاهد ووقائع وأحداثا مرعبة ويكتبها ويتضح انها وقعت في الحقيقة- لقد أدي عمرو واكد هذا الدور بحرفية الممثل الذي عايش الأحداث وظهر كإنسان غريب الأطوار ولو اجتمع هذا الفريق في صناعة فيلم سينمائي علي نفس هذا المستوي لحققوا فتحا جديدا في السينما ويمكنهم تخطي الحدود والوصول إلي كافة أنحاء العالم بنجاح ساحق وسيجدون أبواب التعاون معهم مفتوحة مع شركات توزيع الأفلام إذا ما نجحوا في عمل ترجمة جيدة للحوار ودبلجة بلغات مختلفة له. أتمني ان يسعي منتج مسلسل أبواب الخوف ان يفتح أبواب النجاح والشهرة والمال لصناعة السينما المصرية وعليه ان يتحرك لعمل ترجمة أو دبلجة صوتية للمسلسل ويتحرك لتسويقه في أوروبا وأمريكا بالذات وان يفكر جيدا في إنتاج أفلام سينمائية متخصصة في هذا المجال بدلا من دخول جزء ثان من ذات المسلسل لأن الأفلام والسينما لها وضعها الخاص في تيمة الرعب ولها طابعها الخاص في العبور إلي جمهور أوسع وأكثر غراما وعشقا لهذا النوع من الدراما وأعتقد ان المؤلفين اللذين صنعا هذا المسلسل قادران مع المخرج ومع بطل العمل عمرو واكد علي صناعة فيلم مبهر ومرعب وممهور ببصمة رعب الشرق وسحره فهل هم فاعلون؟