لا تندهش عندما تكون في ألمانيا.. فتجد إعلانا عن الفيلم العربي في إحدي دور العرض يتم عرضه.. فتذهب لمشاهدته.. إنه فيلم الحرام فتجلس لتشاهد هذا الفيلم الأبيض والأسود للمخرج بركات. وبطولة فاتن حمامة, وعبدالله غيث, ومجموعة من النجوم المصريين والكومبارس المتحدث وغير المتحدث.. وتحدث المفاجأة أن فاتن حمامة تلقي حوارها باللغة الألمانية هي وباقي كل أبطال ومجموعة الفيلم.. هل استطاعوا جميعا أن يتعلموا اللغة الألمانية وقدموها في هذا الفيلم؟ ويزيد الاندهاش عندما يعلم المشاهدون ومنهم المخرج د. محمد عبدالمعطي الذي علم طبعا أن المتحدث علي الشاشة بالألمانية ليس هو بطل الفيلم ولا بطلته النجمة فاتن حمامة.. إنه الدوبلاج! وإذا كنت في روسيا تشاهد فيلم دعاء الكروان فلا تندهش أن زهرة العلا وأمينة رزق وفاتن حمامة وأحمد مظهر يتحدثون الروسية بطلاقة ودون أي أخطاء.. وتعرف أنه الدوبلاج.. في فرنسا مثلا عندما تشاهد فيلم صراع في الوادي الذي قدمه يوسف شاهين في دورة كان أيام كنا في كان منذ عام1946 حتي السبعينيات, فلا تندهش أن أبطال الفيلم عمر الشريف وفريد شوقي وحمدي غيث وباقي الأبطال جميعا يتحدثون في الفيلم باللغة الفرنسية. إنه دوبلاج هذه الأيام.. وأصبح الدوبلاج في كل مكان تزوره.. وبلغة بلده الذي تزوره يتحدث الأبطال!! هنا في مصر.. لم يعد الاندهاش يدهشنا.. فمن العادي أن تري فيلم تيتانيك بطولة دي كابريو وكيت وينسليت, وعندما يعاد ليصبح فيلما ثلاثي الأبعاد بعد عشر سنوات من عرضه.. تجد أن أبطاله يتحدثون في الفيلم باللغة العربية.. وأن درجة التطابق الرائعة بين الصوت وحركة شفاه الممثلين الأجانب وصوت من تتحدث بصوت الممثلة الأم التي تقنعك بدرجة الأداء العالمية.. هو صوت الممثلة النجمة المصرية نادية شكري في دور أم البطلة.. وباقي نجوم الدوبلاج يقومون بأداء أصوات نجوم الشاشة. وبعد أن انتهي الاندهاش عند المخرج د. محمد عبدالمعطي يعود إلي القاهرة ويبدأ إخراج كثير من الأفلام الأجنبية بالدوبلاج.. فالدوبلاج نوع من أنواع الإخراج الذي يضاف إلي عالم السينما ويفتح أبواب الخروج إلي دول العالم كلها بلغاتهم المنطوقة بدلا من الترجمة علي الشريط السينمائي التي انتهي عصرها.. والتي تؤثر كثيرا في ضعف الرؤية السينمائية لدي المشاهد.. وجمال الصورة.. وملاحقة الحوار.. وإحساس الغربة بين المشاهد والفيلم الذي لا يتحدث بلغته. استطاع هذا المخرج أن يقوم بتقديم الفيلم الشهير الصخرة بطولة شون كونري, وقدم صوته بالعربية المخرج نفسه.. والممثل المعروف أحد أبطال الفيلم نيكولاس كيج.. قدمه الممثل المصري طارق لطفي صوتا بالعربية.. وفي الفيلم الثاني رحلة الأشرار. وفن الدوبلاج أصبح عنصرا مهما في عالم السينما ومنقذا لتوحيد دول العالم في دولة واحدة تعرف كل منها ثقافة وعادات وتقاليد باقي الدول.. ويسهل انتقال موضوعات الأقلام وأفكارها إلي الجماهير في البلاد التي بها نسبة من الأمية.. ويفتح الباب والأسواق للممثل المصري الذي يعاني قلة العمل السينمائي.. والتليفزيوني.. وندرة أعمال الدراما.. والدوبلاج يحتاج إلي جيش من عمالة الفنانين والممثلين لتغطية كم الأفلام الضخمة التي ترسلها الشركات العالمية طلبا لدبلجتها بالعربية, إلي جانب ضرورة للفن في مصر الدخول في منافسة دبلجة هذا الكم الهائل من المسلسلات التي تعرض في القنوات التليفزيونية مدبلجة في المغرب والجزائر والأردن وتركيا.. وحتي كوريا.. وكثير من الدول الأوروبية!! ولابد لنا أن نجهز نجوم الدوبلاج الذين لا يعرفهم الجمهور بكل لغات العالم.. حتي يتمكنوا من القيام بعملية الدوبلاج بأسرع وقت وبأقوي حرفية.. ففي العالم المهتم بالدبلجة مدارس خاصة تكتشف نجوم الدوبلاج طبقا لنجوم السينما صوتا وأداء وأصبح لدي هذه الشركات نجوم دوبلاج لنجوم السينما العالمية.. أمثال عمر الشريف, وأنتوني كوين, وشون كونري, وصوفيا لورين. وقد استطاعت بعض الشركات المصرية في الفترة الأخيرة دبلجة عدد كبير من الأفلام أهمها فيلم الصخرة, وتيتانيك, ورحلة الأشرار, والملك الأسد, وموت رئيس, وقد قام بإخراج بعضها المخرج عصام السيد الذي يعد من أهم الذين يهتمون بالدوبلاج المنقذ!! وعلينا في مصر استغلال التطور الكبير في صناعة السينما بفضل الكمبيوتر, والنظام الرقمي, وغيرها من التقنيات التي تخدم دبلجة الأفلام, وأفلام الكارتون التي يقوم بدبلجة أصواتها نجوم ونجمات العالم الكبار حتي لو كان البطل فأرا والبطلة مجرد نملة!!