عشنا أحلي لحظات عمرنا مع الثورة.. شاركنا فيها وهتفنا: "يسقط النظام" وتحملنا الكثير حتي نزلت عدالة السماء برداً وسلاماً علي قلوب كل الثوار.. المخلوع تنحي.. ومرت الأيام طويلة وصعبة.. حتي جاءت الانتخابات ونجح الإخوان. قلنا جميعاً إنه من حقهم أن يأخذوا وضعهم فقد عاشوا سنوات كثيرة في اضطهاد وتعذيب.. الآن الفرصة أمامهم كي يثبتوا أنهم الأجدر والأفضل من حكام العصر البائد. البداية كانت مشجعة.. الإخوان لا يطمعون في كرسي الرئاسة.. أعلن ذلك مرشدهم العام.. لكن مع مرور الوقت نقضوا العهد ورشحوا المهندس خيرت الشاطر للرئاسة فقامت الدنيا ولم تقعد حيث انتفض عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع معلناً ترشحه للرئاسة.. لكن اللجنة العليا للرئاسة أراحت الرأي العام باستبعاد عشرة مرشحين في مقدمتهم الشاطر وسليمان.. ورغم أنهم لجأوا للقضاء للعودة.. إلا أن كل المؤشرات والوقائع تؤكد أنهم لن يعودوا.. المهم.. أنه قبل ترشيح الإخوان للشاطر قلت لبعض الأصدقاء والزملاء: أخشي أن يغامر الإخوان ويرشحوا هذا الرجل الذي يجب أن يكون مكانه.. في رأيي.. هو مجلس الوزراء لأن عقليته علمية اقتصادية ونحن في حاجة لمثل هذه العقليات. إلا أننا فوجئنا بالترشيح وبالمؤتمرات الصحفية التي تم تنظيمها للرجل الذي كان لا يتحدث أبداً مع الإعلام.. لدرجة أنه أكد أن مشروعه لنهضة مصر سيحل كل المشاكل. ثم كانت المفاجأة المدوية التي صرح بها المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق لإحدي الفضائيات ونشرتها غالبية الصحف.. أن الشاطر اتفق مع قطر علي تأجير قناة السويس لمدة 99 عاماً.. صحيح أن الشاطر نفي هذه الادعاءات.. لكن الكثيرين من الليبراليين والمستقلين والأحزاب أكدوا أن هذا الاتفاق هو ما يعتمد عليه الشاطر في مشروعه التنموي لإنقاذ مصر.. طبعاً هذا كلام لا محل له من الإعراب.. لأن الشاطر أو غيره لا يستطيع أن يتحدث أو يتفاوض باسم شعب مصر. وهو خارج السلطة.. ثم هل هناك عاقل مصري واحد يريد أن تكرر بلاده كارثة ال 99 عاماً لقناة السويس. وكلنا نعلم كيف تحررت من هذه الكارثة. والخسائر التي تم دفعها في عهد عبدالناصر. أقول للمهندس الشاطر.. لا تتعجل المناصب.. ولا تهرول إليها.. فسوف تأتي إليك بالصبر والتركيز في مستقبل هذا البلد.. أرجوك اهدأ ولا تتسرع لأنه لا يقع إلا الشاطر!!