ما الذى يحدث بحق الجحيم ؟ تلك العبارة أو السؤال الذى كثيراً ما نراه ونسمعة فى الأفلام الأمريكية حين يريد الممثل أن يعبر عن دهشته وإستغرابه وساعات قرفه وإشمئزازه من ما يحدث حوله ..وما يحدث الأن يدفعك لإستخدام هذا السؤال المعبّر ..ما الذى يحدث بحق الجحيم ..وحديث وحدث الساعة هو قرار مجلس شورى الإخوان (الله يسامحهم) بترشيح رجل الأعمال الرأسمالى والتاجر الشاطر المهندس "خيرت الشاطر" الرجل الثانى إن لم يكن الاول داخل الجماعة .. خيرت الشاطر كان قناة الإتصال بين أمن الدولة كممثل عن نظام المخلوع وبين الجماعة وكان الطرف الرئيسى فى أى مفاوضات تجرى بين الطرفين هذا فضلا عن علاقاته الخارجية التى تتسم بالسرية الرجل إذن له وزن وقوى ومؤثر داخل الجماعة الأمر الذى يفسر إجتماع مجلس شورى الإخوان ثلاث مرات متتاليه حتى يصلون لأغلبية ضعيفة تسمح بترشحة بعد فشل ذلك فى أول إجتماعين ..وقرارات بهذة الأهمية لا تتخذ بهذة السرعة ولا بهذة الألية إلا إذا كان هناك شيىء خطير يحدث ...
لن أتكلم هنا عن الحنث بالعهود ومخالفة الوعود وفى بعض الأحيان الكذب والنفاق فقد بات ذلك معروفا وواضحاً .. لكن الاهم هنا هو ..لماذا أقدمت الجماعة على مثل هذة الخطوة ..هل كما قال مرشدهم أن ذلك رداً على تحجيم سلطات البرلمان ..فقد كانوا يعلمون ذلك وكان واضحا فى الإعلان الدستورى المشئوم ووافقوا عليه .. ام انه ردا على تهديد المجلس العسكرى بحل البرلمان نتيجة عدم دستورية قانون الإنتخابات الذين وافقوا عليه أيضاً وباركوه لأنه يصب فى مصلحتهم فى ذلك الوقت ..اما عن أن هذة الخطوة جائت لأن بعض الفلول رشحوا أنفسهم للرئاسة ..فلماذا لم تصدروا تشريعًا بقانون يحرم الفلول من الترشح بأكثريتكم داخل البرلمان .. يبقى لأنهم يريدون حماية الثورة وتحقيق أهدافها ولا يوجد أى دليل أو أمارة على ذلك بل لو فشلت هذة الثورة لا قدر الله سيكون السبب الاول هو جماعة الإخوان المسلمين ... ثم يهددنا المرشد بأن دعوة خيرت الشاطر مستجابة ..... ما هذا العبث والهزل؟
الذى يراد لنا الأن ان نصدق هذة التمثيلية المفضوحة عن أن هناك خلافات وصراعات بين المجلس العسكرى والجماعة وهذا ليس فى مصلحة الإخوان ولا المجلس العسكرى ..بل يمكن القول أنهما متقاربان( بدليل العفو الذى صدر عن خيرت الشاطر) و متفاهمان ومتفقان على أهداف أساسية منها ..إقصاء أبو الفتوح وأبو اسماعيل عن إنتخابات الرئاسة بتفتيت الأصوات..
الجماعة ورجلها الشاطر يروّن فى نجاح أبو الفتوح الذى يمثل التيار المعتدل خطر داهم على التنظيم خصوصا أنه يحظى بتأييد كبير بين شباب الإخوان مما يثير الغيرة الشديدة لدى خيرت الشاطر الرجل ذى الطموح و النفوذ والمال والعلاقات والذى يمثل التيار القطبى داخل الجماعة والذى يسعى للتمكين بأقصى سرعة حتى لو كان الثمن هو التخلى عن بعض مبادىء الجماعة وقد حدث ذلك فعلاً...
المجلس قد يرى فى خيرت الشاطر الرئيس التوافقى الذى سيوفر لهم وضعاً خاصا وخروجًأ أمناً( هذا لو خرجوا أصلاً) وهذا على عكس أبو الفتوح- وإسماعيل..... خاصة وأن السيناتور الأمريكى جون ماكين أبدى لخيرت الشاطر عدم ممانعة الإدارة الأمريكية لتولى إخوانى الرئاسة وكان ذلك قبل شهرين كما أكدت مصادر إخوانية ذلك... او على الأقل ترشيحة سيساهم فى تفتيت الأصوات وإضعاف فرص ابو الفتوح وإسماعيل وبالتالى إتاحة الفرصة امام مرشح أخر يريدة المجلس العسكرى ..
الإخوان رموا الكارت الأخير "الجوكر" ..فما الذى يضمن أن المجلس العسكرى لن يفاجئنا بكارت أخير ويقدم هو الاخر مرشحًا قد يكون أحد أبرز أعضاء المجلس نفسه مستغلين التراجع الملوحظ فى شعبية الإخوان فى الشارع المصرى نتيجة أداء البرلمان المترهل وظهورهم الأن امام الناس أنهم يريدون السيطرة على كل شيىء وهو ما حدث بالفعل نتيجة الإدارة المتخبطة للإخوان..
يبدو أن الأيام القادمة تحمل الكثير من الأحداث والألاعيب بينما اللاعب الأساسى يكتفى حتى الأن بدور المتفرج...