قرار مانويل جوزيه المدير الفني لكرة القدم بالنادي الأهلي بالرحيل بعد مباراتي الفريق مع الملعب المالي في دور ال 16 لبطولة الملايين الأفريقية وفك الارتباط بالقلعة اراها مبادرة طيبة ومنطقية من رجل في خبرة الخواجه والذي تربطه بمصر وجماهير الأهلي علاقة حب وطيده.. ولكن قناعة الرجل بأن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد في تلك المرحلة الإنتقالية التاريخية وتشهد فيها حالة من الإنفلات الأخلاقي قبل الأمني حتي بلغت قمة المأساة بوقوع كارثة مباراة الموت ببورسعيد ليتوقف بعدها النشاط الكروي بإلغاء بطولتي الدوري والكأس.. بينما تعاني الأندية من أزمة مالية كبيرة وإمتدت آثار وتوابع زلزال مجزرة بورسعيد لاقامة المباريات الودية سرياً.. والرسمية التي يخوضها أندية الأهلي والزمالك وإنبي في بطولتي الملايين الافريقية وكأس الكونفيدرالية بدون جماهير.. وقرأ جوزيه في المقابل هذا الواقع الأليم الذي تعيش فيه البلاد في حالة فوضي سياسية واجتماعية انهكت الاقتصاد المصري وضربته في مقتل حتي أوشك علي الانهيار.. من أجل ذلك قرر الرحيل ليرفع الحرج عن مجلس ادارة الأهلي برئاسة حسن حمدي ورفاقة.. وأري أن المنطق يقول أن قبول استقالة جوزيه هو القرار السليم والحكيم لتوفير النفقات الباهظة التي تتحملها ميزانية الأهلي في دفع رواتب جوزيه ومعاونيه بيدرو وفيدالجو التي تكلف النادي مليوناً و 200 ألف جنيه شهرياً وهو مبلغ رهيب يعتبر الأعلي في تاريخ الكرة المصرية.. وتستحق لجنة الكرة كل التحية لرفضها وصايه جوزيه علي النادي بترشيح بيدور ليتولي المسئولية بدلا منه.. لأن المبدأ لا يتجزأ فطالما النادي يعاني من أزمة مالية طاحنة فإنه لا مكان لبيدرو أو أي مدرب أجنبي في تلك المرحلة التي تسود فيها مستقبل الكرة المصرية حالة من الضبابية والغموض هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري أن النادي الأهلي بحكم خبرات رجلاته وتقاليده فان قراراته تنبع منه ولا يستطيع أحد أن يفرض عليه شيئاً.. واذا كان جوزيه قد أصاب في رحيله باتخاذ القرار السليم فقد اخطأ في ترشيح بيدرو.. وكان من الطبيعي أن يقابل الرفض شكلا وموضوعاً.. لأن البديهي في ظل هذه الأزمة الطاحنة أن يتم التعاقد مع مدريبن وطنيين من أبناء القلعة الحمراء وهم كثيرون واكفاء وأمام مجلس الأهلي فترة زمنية جيدة كافية بعد نجاحه في الصعود لدور الثمانية للتعاقد مع جهاز فني يقود فريق الأهلي لاستكمال مسيرته وبنجاح في بطولة الملايين الافريقية وحتي التتويج والعودة للعالمية بالمشاركة في مونديال اليابان للأندية أبطال القارات. *** النتائج والعروض الجيدة التي يقدمها منتخب مصر بقيادة برادلي تؤكد أنه كان هناك كيمياء تربطه باللاعب المصري.. وكل المؤشرات تقول بانه علي دراية كبيرة بطبيعته وتقاليده وعاداته وقدراته الفنية والبدنية والنفسية.. لذلك نجد منتخبنا رغم كثرة التغييرات التي يجريها وتفرضها عليه ظروف ارتباطات لاعبي المنتخب الاوليمبي بالاستعداد لاولمبياد لندن غير انه في كل مره ينجح في توظيف لاعبيه بصورة تجعلهم يتألقون.. لانه أي برادلي يجيد اختيارات لاعبيه من البداية بصورة صحيحة لانه يجيد رؤيتهم جيدا والحكم عليهم بصورة سليمة.. وأراها كلها مؤشرات تجعلنا نطمئن أن منتخب مصر في أيد مدرب قدير.. وإيد امينه ويكفي برادلي فخرا انه اكد تمسكه بقيادة منتخب الفراعنة وسعادته بتلك المهمة ولذلك لن يترك مصر المحروسة رغم الظروف الصعبة التي يعمل بها منذ قدومه وما احدثه زلزال مذبحة مباراة بورسعيد من توابع سلبية ولكن قناعة الرجل بأن طبيعة عمله كمدرب للمنتخب وامامه مشوار طويل مع منتخب مصر من أجل الوصول لمونديال البرازيل 2014 يختلف تماما عن وضع مانويل جوزيه الذي يحمل الأهلي اضعاف ما تتحمله الجبلاية في راتب برادلي.