أعمي الطمع عينه.. وأفقدته الأموال عقله الصغير.. وسار مع أصدقاء السوء علي طريق الشيطان.. واقتحم عالم الإجرام وعمره لم يتعد 16 عاما.. لكنه أصبح واحدا من أنشط أفراد التشكيل العصابي وأكثرهم خفة في الحركة وقدرة علي الهروب السريع عند اكتشاف جريمتهم.. ونجح معهم في العديد من جرائم السرقة. تحولت براءة الطفولة الي شقاوة الإجرام.. وعرف القرش الحرام والكسب السهل.. وتدفقت الأموال بين يديه وأصبح قادرا علي توفير احتياجاته من مأكل وملبس.. ونفقاته اليومية من مصاريف اللهو والمرح مع الأصدقاء في جولاتهم وجلسات الفرفشة بالمقاهي الليلية.. ليس هذا فقط.. بل لم يعد محتاجا لمصروف من والده.. أو مغافلة والدته وسرقة بعض القروش من حافظة أموالها.. بل راح يساعد أسرته في نفقات البيت.. ويوفر لوالدته ما تحتاجه من ضروريات البيت.. مدعيا أنه حصل علي عمل في إحدي الورش بقرية مجاورة لمحل اقامته.لم يهنأ كثيرا بعمله في السرقة.. حيث ألقي القبض عليه متلبسا بالشروع في سرقة كابلات أحد المحولات الكهربائية.. وتم الزج به خلف القضبان.. لكن ذلك لم يردعه أو يبعده عن أصدقاء السوء أو يمنعه من استكمال مسيرته علي طريق الشيطان.. بل عاد الي عالم الإجرام فور الإفراج عنه.. وعاد لممارسة نشاطه في السرقة مرة أخري.. لكنه لم يستمر طويلا فقد كان الفشل مازال يلاحقه ويسيطر علي أي نشاط يعمل به.. ليسقط مرة أخري وبحوزته كمية كبيرة من الكابلات الكهربائية.. اعترف بسرقتها. تكررت جولاته بين عالم الإجرام وبين الزنزانة وكلما أفرج عنه عاد سريعا الي زنزانته بتهمة جديدة تضاف الي سجله الجنائي الذي أصبح حافلا بالعديد من الجرائم والعقوبات الصادرة ضده.. فقد كان رجال المباحث يلاحقون نشاطه ويرقبون تحركاته للايقاع به عند كل بلاغ يصلهم بسرقة الكابلات الكهربائية أو وصول معلومات بارتكابه جريمة جديدة. حاول الهروب من حظه السيئ.. وترك عمله في سرقة الكابلات الكهربائية.. واتجه مع بعض الأصدقاء الي سرقة المواشي.. وقام بعدة جولات للتسلل الي حظائر المواشي ليلا وسرقة ما بها مستغلا نوم أصحابها وعدم وجود حراسة عليها.. ودون تمييز حيث يستولي علي ما تطوله يده من مواشي وأغنام أو حتي طيور.. وبيعها بالأسواق في أي من القري المجاورة.. أو لأحد التجار المعروفين لديهم.. خشية اكتشاف المسروقات أو التعرف علي المواشي المسروقة والابلاغ عن جرائمهم. لكن ذلك لم يستمر طويلا.. فقد تم ضبطه متلبسا بالشروع في السرقة من داخل إحدي حظائر المواشي التي تصادف أن صاحبها كان نائما بجوارها وشعر بحركة غريبة داخل الحظيرة وتعالت أصوات المواشي.. ليكتشف السرقة.. ويستغيث بأولاده والجيران ليتم ضبط "الكحول" وابلاغ العقيد شريف أبوخيار مأمور مركز الوقف بالواقعة. يسرع المقدم جمال ساعات رئيس مباحث المركز الي مكان البلاغ ويلقي القبض علي "الكحول" ويحرر محضرا بالواقعة.. وبالعرض علي مصطفي طرة مدير نيابة الوقف أمر بزج المتهم داخل الزنزانة بتهمة السرقة. يعود "الكحول" الي زنزانته التي اعتاد الحياة بين وحدة أيامها وبرودة لياليها.. ويكتشف ان الحظ السيئ مازال يلاحقه رغم حرصه.. ورغم محاولته الهروب بتغيير نشاطه من سرقة الكابلات الي السطو علي حظائر المواشي.. لكن الحظ السيئ لم ينفع معه الحرص أو الحذر!!