في عهد الخليفة هارون الرشيد وصلت شكاوي كثيرة من أحد الولاة.. فارسل رسالة مختصرة تقول "لقد كثر شاكوك.. وقل شاكروك.. فاما اعتدلت واما اعتزلت" تذكرت هذه الرسالة الشافية الوافية وانا اتابع وارصد ردود الفعل علي تصرفات جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة منذ صعود نجمهم بعد ثورة 25 يناير وحتي الآن. بداية لا أحد ينكر علي الجماعة وحزبها حقهم في ممارسة العمل السياسي والوصول إلي السلطة.. ولا أحد ينكر أيضا أنهم جماعة منظمة لديها الكوادر والقيادات في كافة المجالات ولكن.. ولكن هنا تشمل أوجه عديدة أهمها الاسلوب والطريقة.. فاذا كانت الغاية تبرر الوسيلة فهذا المبدأ يمكن قبوله من آخرين.. أما جماعة الاخوان المسلمين فاعتقد ان هذا ما لا يمكن قبوله منها هذه واحدة. أما الأخري والمرتبطة بالأولي فان الجماعة سبق لها علي لسان مرشدها العام د. محمد بديع ان أكدت علي مواقف محددة لن تتراجع عنها ابداً مهما كانت الظروف وتحديداً قال المرشد منذ أكثر من عام "لن ندفع بمرشح للرئاسة" بل وحذر أي فرد من الجماعة من محاولة التفكير في التقدم بل وتبرأت الجماعة من د. عبدالمنعم أبو الفتوح عندما أعلن ترشحه وحذرت أعضاءها وشبابها من تأييد أبو الفتوح بل وتمادت الجماعة لتؤكد انها لن تقف وراء أي مرشح له مرجعية اسلامية.. ثم بعد كل ذلك وبعد ان سمعنا هذا الكلام طوال العام وأكثر.. تأتي الجماعة وحزبها ليخالفا كل ذلك ويعلنا عن الدفع بخيرت الشاطر نائب المرشد العام ليكون مرشحا للرئاسة.. الأمر الذي هدد مصداقية الجماعة والحزب وجعل الكثيرين يتشككون في كل الوعود التي تطلقها الجماعة والحزب ولسان حال الجميع ماذا يجعلنا نصدق هذه الوعود.. الا يمكن ان تأتي الجماعة والحزب بعد فترة ليتراجعا عنها ويقولا ان الظروف تغيرت والمستجدات جعلتنا نأخذ موقفا آخر. نقطة أخري يا فضيلة المرشد لقد قامت ثورة 25 يناير للقضاء علي احتكار واستحواذ الحزب الوطني علي الحياة السياسية وعلي كل المناصب والمواقع بعد اقصاء كل القوي والتيارات السياسية الأخري وفي مقدمتها الاخوان المسلمين. فهل يليق بعد الثورة ان تتصرف جماعة الاخوان وحزبها بنفس طريقة ومنطق الحزب الوطن.. رئيس البرلمان اخواني.. رئيس مجلس الشوري اخواني.. الاخوان يريدون منصب رئيس الوزراء.. وأخيراً رئيس الجمهوية هدفهم وبالطبع سيأتي بعد ذلك الوزراء والمحافظون ورؤساء مجالس ادارات الصحف ورؤساء تحريرها ورؤساء الهيئات والمؤسسات.. و...... و...... و...... فهل قامت ثورة 25 يناير من أجل هذا. أخيرا يا فضيلة المرشد عندما تم الاعلان عن انتخابات مجلسي الشعب والشوري قاد حزبكم الحرية والعدالة الاحزاب الأخري لتكوين تحالف يضم نسبة لا تزيد علي 30% اخوان وفجأة ارتفعت النسبة عند الممارسة العملية لتصل إلي أكثر من 70% اسلاميين في الشعب والشوري ونفس الأمر في الجمعية التأسيسية للدستور ولم تأبه الجماعة ولم يأبه الحزب بالاعتراضات والانسحابات.. وتصرف بطريقة الوطني خليهم يتسلوا. عفواً فضيلة المرشد أجد نفسي مضطرا لان أقول لك نفس كلمة هارون الرشيد.. "لقد كثر شاكوك.. وقل شاكروك".. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.