بعد استطلاع الرأي في يوليو الماضي انخفضت شعبية رئيس وزراء استراليا بعد عامين ونصف العام من توليه الرئاسة, فاعتبر ذلك مؤشرا لفشل إدارته للبلاد, فأعلن تنحيه عن المنصب, وكأنه عمل بما كتبه عمر بن عبدالعزيز لأحد أمرائه: كثر شاكوك وقل شاكروك فإما اعتدلت وإما اعتزلت. ثم اسند المنصب لنائبته في الحزب السيدة جوليا ولكنها رفضت قبوله إلا بعد انتخابات حرة لتتأكد من ان الشعب الاسترالي لا يبغي عنها بديلا. وكأنها عملت بقول نبي الإسلام:( من ولي من أمر المسلمين شيئا فولي رجلا وهو يجد من هو أصلح منه فقد خان الله ورسوله) مواقف مثالية لشعوب متحضرة. ومصر علي أعتاب انتخابات مجلس الشعب والرئاسة, نذكر كل مرشح لهذه المهام الصعبة أن المنصب القيادي ما هو إلا عبء تكليف ومسئولية أمام الله تعالي عن كل مصري تحت رعايته فلا عز دام ولا بقي سلطان, قال الفاروق:( إني مثلكم ولكني أثقلكم حملا). وبعد ان انهار الفكر الشيوعي والرأسمالي وبفضل بعض الحريات التي ألقيت للبرامج الفضائية والصحف المستقلة والدعاة ذوي الفكر الوسطي, وبوفود طيورنا المهاجرة التي بدأت ترفرف في سماء مصر تغير فكر الشباب المصري وترك السلبية والانقياد والتطرف واشتاق للديمقراطية والحرية ومحاكاة التقدم العلمي وكلنا تفاؤل بالمستقبل, فالتاريخ يقول إن الشعوب تجلب الحكومات التي تستحقها أو كما تكونوا يولي عليكم. نيللي الحفناوي اقتصاد وعلوم سياسية