هناك حكمة تقول "إشتدي يا أزمة أنفرجي" وهو ما ينطبق علي مباريات بطولة الأندية الأفريقية التي تشارك فيها فرقنا الثلاثة الأهلي والزمالك وانبي خاصة تلك التي تقام في مصر بعد تمسك الأمن بعدم تأمينها لاعتبارات كثيرة ربما منها إنشغال الأمن بما يجري في مصر ومحاولته استعادة الانضباط إلي الشارع والاهتمام بما يجري الاستعداد له هذه الأيام من انتخابات رئاسة الجمهورية.. إضافة إلي مواجهة المظاهرات والاعتصامات والتي تجري في القاهرة وبورسعيد بعد قرار اتحاد الكرة لعقوبة الأهلي والمصري.. إلي أن كان الموقف الأخير للأهلي واقتراب موعد مباراته مع البن الأثيوبي وكذلك انبي مع ليديا البورندي وهما لقائا العودة وأمام ذلك طالبت من المجلس العسكري والمشير محمد حسين طنطاوي القائد العام ورئيس المجلس العسكري بالتدخل شخصيا إنطلاقا من موقفه النبيل السابق بعودة الدوري في أعقاب إنطلاق ثورة 25 يناير وكتبت هذا الرجاء في هذا المكان يوم 29 مارس الماضي مستندا لاهتمام المشير بالرياضة ونجاح القوات المسلحة في منظومة الرياضة سواء علي مستوي فرق الأندية والمنتخب العسكري بطل العالم العسكرية خمس مرات. وجاءت الاستجابة الفورية من المجلس العسكري في اليوم الثاني ليعلن موافقته علي إقامة مباراتي الأهلي وانبي في القاهرة وتحدد يوم 7 لانبي و8 للاهلي وكان لابد من أن أقدم الشكر.. كل الشكر للرجل صاحب البصيرة والنظرة البعيدة من استئناف مباريات الكرة وتحمل رجاله تأمين المباريات. وكتبت في ذلك شكرا خاصاً للمشير علي هذا القرار الصائب في عدد المساء الاسبوعي الذي صدر يوم السبت الماضي. إلا أن الامور لم تكن سهلة ليفاجأ الأهلي بخطاب مديرية الأمن قبل أن يمضي يوم السبت برفض إقامة المباراة وعدم تحمل الشرطة تأمين المباراة ليقع الأهلي في "حيص بيص" خاصة وأنه سبق وأن ابلغ الاتحاد الافريقي باقامة المباراة في القاهرة قبل انقضاء الموعد الأخير بحيث توقع علي الأهلي عقوبة الطرد من البطولة وإعتباره مهزوما إذا لم تقم المباراة في الموعد والمكان الذي سبق أن حدده وهو القاهرة. وأمام تأزم الأهلي وتحرك رجاله برئاسة الكابتن حسن حمدي وإتصالاته بأعلي المسئولين كتبت في عدد الأمس الأحد مناشداً سيادة المشير مرة أخري بالتدخل وإنقاذ سمعة الكرة المصرية ممثلة في الأهلي من الضياع وابراز صورة سيئة عنها إذا لم تقم المباراة في المكان والزمان. ومرة ثالثة تأتي الاستجابة السريعة لما ناديت به علي مدي الأيام الماضية فضلا عن الاتصالات المكثفة التي أجراها الأهلي مع الجهات العليا لانقاذ الموقف. وليؤكد المشير طنطاوي المسئول الأول عن إدارة البلاد هذه الأيام انه عندما يعد فلابد أن يوفي وهو ما قرره أمس باقامة المباراتين في القاهرة وتحت تأمين رجال القوات المسلحة بحيث يلعب إنبي في ملعب جهاز الرياضة العسكري والأهلي في الكلية الحربية. وزيادة في الكرم وافق المجلس العسكري علي دعم فريق الأهلي في المباراة بحضور جماهير من الوحدات العسكرية المختلفة لتشجيع الفريق علي اعتباره انه يمثل مصر في هذا اللقاء ويكون تعويضا عن عدم حضور الجماهير العادية إلي أن يعود الهدوء التام لربوع البلاد. وهكذا فإن الأهلي وإنبي سوف يؤديان المباراتين في الزمان والمكان المحددين لهما وتحت تأمين وتشجيع عسكري ليفرضوا البهجة والسعادة علي جو المباراتين إلي أن يحقق الفريقان الفوز المطلوب والصعود إلي الدور الأعلي بفضل رجال القوات المسلحة الذين هم دائما الدرع الواقية في حالة الحرب ومصدر السعادة في حالة السلم.. عشت يا مصر وعاشت قواتك المسلحة وقادتها.