ردت مديرية أمن القاهرة سريعاً علي اعتصام ألتراس أهلاوي أمام مجلس الشعب ووزارة الداخلية للتنديد بتأخير محاكمة المتهمين في قضية مقتل بعض جماهير الأهلي في مذبحة بورسعيد. كان الرد قاسياً علي بطل مصر وممثلها الثاني في بطولة الأندية الأفريقية والمهدد بالحرمان والطرد من البطولة إذا هو خالف قراره باللعب مباراة العودة مع البن الأثيوبي يوم 18 أبريل القادم في القاهرة كما أرسل للاتحاد الأفريقي ذلك قبل آخر ميعاد والذي كان محدداً له يوم الخميس الماضي. إلا أن خطاب مديرية الأمن الذي وصل إليه جاء لينسف قرار الأهلي بعد أن رفض تأييد المباراة بكاملها سواء كان ذلك بحضور الجماهير أو بدونها. هنا لابد من مناقشة قضية الأهلي من زاويتين الأولي خاصة بالأمن والثانية خاصة بالألتراس. أما النقطة الأولي فإن الأمن سيحق له الموافقة علي تأمين مباريات الأندية الثلاثة الأهلي والزمالك وإنبي عندما يعلبون في القاهرة بشرط عدم إقامتها بالجماهير حيث يكون ذلك أخف حملاً عما إذا حضرتها الجماهير.. وبالفعل أقيمت مباراة الزمالك وأفريكا سبورت بملعب الكلية الحربية وبدون جماهير حسب قرار الاتحاد الأفريقي والذي هو في ذات الوقت طلب الأمن ولم يعكر صفوها أي شائبة اللهم لا اعتراض علي تواجد بعض رجال الإعلام في غير أماكنهم ولم يستغرق ذلك أكثر من دقائق معدودة. إلا أن الأمن راح وتراجع عن تأمين مبارتي الأهلي وإنبي رغم إبلاغ المجلس العسكري اتحاد الكرة بتأمين المباراتين من قبل رجال القوات المسلحة والشرطة معاً وهو ما أعلنه المتحدث الإعلامي لاتحاد الكرة الكابتن عزمي مجاهد يوم الخميس الماضي. لذا فإن الأمر بات غير متعلق بالأهلي وحده ولكن أيضاً بسمعة الكرة المصرية عندما يطرد بطل مصر من البطولة لمخالفته قراره بإقامة المباراة بالقاهرة استناداً لوعود بتأمينها وهو الأمر الذي يستوجب علي الأمن تحمل مسئوليته في ذلك. أما الأمر الثاني والذي يتوقف عليه حل اللغز الأول هو خاص بالألتراس المعتصم عند مجلس الشعب وثقة وزارة الداخلية أن يتحمل هو الآخر مسئوليته تجاه ناديه المهدد بالطرد من البطولة خاصة بعد أن استجابت النيابة إلي مطلبه في محاكمة متهمي قضية بورسعيد وتحديد يوم 17 أبريل الحالي أي بعد اسبوعين ويومين لبدء المحاكمات وكذلك نقلها من بورسعيد وهو التخوف الذي ساور جماهير الأهلي وأسر الشهداء إلي القاهرة في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس وتحت السيطرة المحكمة من قبل الأمن. وعليه فإنه يصبح من الواجب الآن علي الألتراس الأهلاوي الذي يضم نخبة من شباب مصر الواعي والذي أثبت في الأيام الأخيرة وعيه الكامل ولم يخرج منه أي تصرفات خارجة أمثال التخريب وتحطيم المنشآت والمواجهات مع الشرطة ولكن مطالب متعقله استجابت لها النيابة سريعة.. لذا فإن فك الاعتصام ومتابعة مباراة ناديهم الأهلي ومباراة إنبي هي الأفضل في الوقت الحاضر لأنها سوف تكون البداية لثقة الأمن ونحن مقبلون علي مباريات دولية أخري للأهلي والمنتخب. *** * لا أفهم مغزي عقد مؤتمر صحفي اليوم لاتحاد الكرة من أجل توضيح بعض الأمور منها العقوبات الهزيلة التي أصدرها ضد المصري والقاسية بلا مبرر ضد الأهلي.. صحيح صدق من قال الحكمة: "ماذا يفيد الشاه بعد ذبحها".. إلا إذا كان الجبلاية ناوي يعيد القرارات ويكون قد رجع إلي صوابه.