ليغضب من يغضب .. ويعترض من يعترض .. وينسحب من ينسحب .. لسان حال الاخوان والسلفيين يقول "القافلة تسير" وسنكتب دستورنا .. ألسنا أغلبية؟! الاخوان والسلفيون حتي من خارج البرلمان تعرفهم الآن من سيماهم .. من مشيهم علي الأرض مرحاً .. من العنجهية والغرور والتعالي الذي يتعاملون به مع مخاليق ربنا .. أليسوا أغلبية .. ألا يحق لهم "التكويش" علي كل شيء والاستئثار بكل شيء .. وتهديد كل من يعترض علي أطماعهم باعتبارهم أغلبية دانت لهم قطوف الثورة؟! شكراً لهذا الذكاء الخارق الذي يتحلي به الاخوان والسلفيون .. ظننت أن المسألة ستطول وأن عودة الوعي بعيدة المنال .. لكنهم للامانة يعملون بكامل طاقتهم لتقصير المسافات واختصار الزمن .. فشكراً لذكائهم الخارق الذي لولاه لمت أكتئابا!! كان الناس في حاجة إلي قرصة ودن أو حتي "قطعة ودن" حتي يعرفوا اين الخير ومن يحمله .. حتي يكتشفوا "المقلب" الذي شربوه .. حتي تتجسد أمامهم الآيات الثلاث للنفاق وقد تجسدت والحمد لله. القافلة تسير .. هكذا يقول لسان حال الاخوان والسلفيين ليس مهماً إلي أين تسير .. المهم أن تسير .. حتي ولو كانت تسير إلي حتفها .. إلي نكبتها التي تلوح في الأفق منذرة بما سوف تخلفه من مآس وحرائق سيكون علي الجميع أن يدفع ثمنها ويدعو علي "الذكاء الخارق" والذين ظنوا أنهم يتمتعون به. لم يعترض أحد علي حصول الاخوان والسلفيين علي أغلب مقاعد مجلسي الشعب والشوري نسبة التصويت في الشوري لم تتجاوز 6% لم يعترض أحد رغم الاجواء غير الصحية التي جرت فيها الانتخابات .. الاجواء التي كان تحتاج إلي سنوات وسنوات حتي يتمكن المواطنون من تمييز الغث من السمين .. فجاء الذكاء الخارق ليختصر الزمن وحلت البركة. أن يصر "المنتصرون الجدد" و"الوطنيون الجدد" نسبة إلي الحزب الوطني المنحل علي أن يكتبوا هم ومن يدورون في فلكهم دستور الأمة المصرية فهذه هي "الخفة" التي لا تتحمل .. "الذكاء" أو "التذاكي" الذي يلقي بصاحبه إلي التهلكة .. "التهريج" الذي لا يليق بأمة المفترض أن تكون في أقصي حالات الجد .. لجنة معظم أعضائها بلا تاريخ يسمح لهم بالقيام بهذه المهمة التاريخية .. استثني سيدة منهم حتي لو كان تاريخها وكل انجازها في الحياة ينحصر في طلب تاريخي بإن يتم فصل التلاميذ عن التلميذات في المدارس. والتركيز علي تعليم التلميذات شغل الابرة والكورشيه باعتبارهن مجرد "جواري". لجنة يغيب عنها فقيه دستوري في حجم د. إبراهيم درويش .. وينسحب منها ممثل المحكمة الدستورية العليا وغيره من الرموز المصرية الكبيرة والمهمة .. ما الذي ستفعله اذن سوي اختصار الزمن وتقريب المسافات واسقاط ورقة التوت الأخيرة .. "غمي عينك لو سمحت" وتوجه بالشكر إلي ذكائهم الخارق!!