حرصت علي تلبية دعوة الدكتور قيس العزاوي مندوب العراق الدائم لدي جامعة الدول العربية لحضور قمة بغداد العربية التي تعقد غداً الخميس.. لعدة أسباب.. أولها: أن آخر زيارة لي لبغداد كانت لحضور قمة بغداد في مايو عام 1990 قبل الغزو العراقي للكويت وما نتج عنه من تداعيات مازالت مستمرة.. ومعرفة الفارق بين عراق صدام وعراق ما بعده. وثاني الأسباب: التعرف عن قرب علي الأحوال المعيشية للأشقاء وما نسمعه عن حوادث إرهابية تحصد العديد من الأرواح وكيف يعيش العراقيون وسط ذلك. ثالث الأسباب: متابعة ما يقال عن التغيير الذي حدث في الوطن العربي ودوله بعد ثورات الربيع العربي. وهل تغيرت لغة الخطاب العربي أم لا؟!.. وهل يمكن أن تخرج القمة بقرارات حاسمة. أم مجرد "إنشاء". وتعبيرات لا تعرف الطريق إلي التنفيذ؟! وخلال تواجدي في بغداد لاحظت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتبعها العراق لحماية القمة والحاضرين وتشعر وكأنك مستهدف وممنوع الخروج من المنطقة الخضراء. وقائمة ممنوعات عديدة وكأن العراق في حرب لدرجة أن هناك ما يزيد علي 100 ألف فرد لحماية القمة بخلاف المدرعات والطائرات. كما لا حظت أيضاً أن لغة الحوار العربي كما هي لا تختلف عما قبل الربيع العربي.. وإن كنا نتمني أن تخرج القرارات كما يريد الشعب العربي بأكمله لتكون قمة بغداد فارقة بين الأقوال والأفعال.. ولكن بصراحة أشك في ذلك. فمازالت "الديباجات" كما هي.. ولنصبر لنعرف خطط القادة العرب لتغيير وجه الحياة علي أرض الواقع. ونقترب أكثر من بعضنا البعض حتي نصل إلي درجة الاتحاد. وساعتها ستكون كلمتنا نحن العرب مسموعة. ويعمل لها ألف حساب.