كان ظهور أسماك القرش في مياه شرم الشيخ عامة وخليج نعمة خاصة بمثابة صدمة لكل من يعشق هذا البلد.. إنذار شديد اللهجة بأن هناك شيئا ما ولابد أن ننتبه ونصل إلي هذا الشيء. ومنذ ظهور القرش الأول ثم الثاني في أقل من 24 ساعة وهجومهما علي السياح قرب الشواطيء رغم انه يعيش في المياه العميقة أصلا بدأت أفكر أحيانا بعصبية وأخري بهدوء وأتساءل: لماذا؟ وكيف؟ *** ورغم اصطياد القرشين والإعلان عن أن الشواطيء أصبحت آمنة والمياه نظيفة.. فقد ظهر قرش ثالث أمس هاجم سائحة ألمانية وقتلها بعد أن اطمأنت إلي عودة الحياة الطبيعية إلي مياه شرم الشيخ.. مما دفع وزارة السياحة إلي إغلاق الشواطيء ومنع السباحة لمدة 72 ساعة أو حتي الإعلان عن إلغاء التحذير وطمأنة السياح والمواطنين. والآن.. لابد أن نتوقف ونتأمل ونفكر ونتساءل بوضوح وشفافية وصراحة مع النفس: هل هذه الحوادث من قبيل الصدفة البحتة؟ أم نتيجة خطأ ما؟ أم مؤامرة ضد السياحة المصرية؟ *** المعروف أن الصدفة تحدث مرة.. ولكن لا تتكرر ثلاث مرات وفي منطقة واحدة.. وبالتالي لا يمكن أن نعتبر الحوادث الثلاثة صدفة أبدا. ليس منطقيا بالمرة أن تترك ثلاثة قروش موطنها الأصلي في المياه العميقة وتقترب من الشواطيء ولو من علي بعد.. فما بالك أن تخرج إلي حيث المناطق الآمنة لمن يتعلم السباحة؟ *** بقي أمران لا تخرج هذه الحوادث عن أحدهما ان لم يكن الاثنان معا. الأول هو الخطأ بسبب الصيد الجائر المنتشر في هذه المنطقة والذي يقضي علي الزريعة والأمهات معا وبالتالي لا تجد أسماك القرش غذاءها من الأسماك فتثور وتبحث كالمجنونة عن أي غذاء ولو خرجت عن طبيعتها. لكن.. السؤال هنا: فلماذا ثلاثة قروش فقط ولم تكن أسرابا من عشرات القروش والتي حتماً طبقا لتفسير الخطأ كلها في الهم شرق.. جائعة ولا تجد سمكة؟ *** الثاني وهو المؤامرة.. وان صح ذلك فإن أي متهم يسقط في تلك المؤامرة لابد من محاسبته بشدة ومحاكمته باعتباره خائنا لأنه يهدد الأمن القومي المصري. يرجح هذه الفرضية أن شرم الشيخ أكثر المناطق في مصر جذبا للسياحة الأجنبية والعربية علي حد سواء. وانها الآن في ذروة الموسم السياحي حتي ان فنادقها كاملة العدد. وهي أيضا من المناطق الممتازة والمحببة لهواة الغطس والتأمل تحت الماء لما تضمه مياهها من شعاب مرجانية فريدة وأسماك ملونة لا تجد امامها سوي أن تقول سبحان الله العظيم. من هنا.. يكره أعداؤنا ان يروا هذا الاقبال السياحي علي مصر وقد يكونون فكروا في ايذائنا في دخلنا القومي فحرضوا أسماك القرش علي سياحنا بإلقاء دماء قرب الشواطيء جذبت القروش واحدا تلو الآخر.. وهي الطريقة التقليدية والوحيدة لجذبه. *** لذا.. أطالب بإنشاء ستارة من الشباك الصلب تحمي خليج نعمة وتمنع عبور القروش دون إعاقة الملاحة.. وأن يبدأ التنفيذ فورا ودون إبطاء. إنها سمعة مصر ودخلها القومي وعهدها للزائرين بأن يدخلوها آمنين. أكرر.. ابدأوا فورا.. ودون إبطاء.