دقت ساعة العمل الحقيقي للاستعداد للدورة الأولمبية بلندن تركنا الأحزان مؤقتا.. بعدنا عن المشاكل والإضرابات وتوقف النشاط.. هب الجميع علي قلب رجل واحد لإعلان التحدي والتنافس في أقوي مجال رياضي للهواه.. الألعاب الأولمبية.. تلك الدورة التي تجمع فيها كل دولة خيرة نجومها.. وشبابها.. وأبطالها تعدهم.. وتساعدهم وتقدم لهم كل الدعم من أجل خوض منافسات الدورة التي تقام كل 4 سنوات للتنافس من أجل ميدالية يرفع بها البطل علم بلاده أو يحقق مركزًا متقدمًا يكون ثمرة جهد وعمل شاق. إن أفضل ما يحصل عليه البطل الرياضي هو المشاركة أولا في الدورة الأولمبية وغاية أمنيته أن يقف علي منصة التتويج ليقلده المسئول الكبير ميدالية مهما كان معدنها ذهبًا أو فضة أو برونزًا.. ويظل البطل يتحدث عن هذه الميدالية طوال حياته حتي بعد الاعتزال.. يتذكرها ويتذكر معها أيام استعداده واشتراكه وحماسه ليحرز شرف اللقب وحمل الميدالية. كما يظل التاريخ يتذكره في كل مناسبة إنه أحرز لبلاده ميدالية أولمبية.. وهي الغاية الكبري عند أي رياضي.. في أرفع تكريم وهي أغلي من كنوز الدنيا مهما حصل فيها من أموال. في كل دول العالم يصرفون الملايين من أجل إعداد البطل الأولمبي ومن أجل الوقوف لدقائق معدودة علي منصة التتويج وتقليد الميدالية الأولمبية. هكذا هي الدورات الأولمبية أرفع منافسة رياضية مهما تعددت البطولات عالمية كانت أو قارية أو إقليمية إلا أن الدورة الأولمبية تظل دائما في الصدارة. تاريخ مصر الأولمبي قديم وحافل بالإنجازات المشرفة وأبطالنا كثيرون ممن تقلدوا الميداليات المتنوعة حتي جاء يوم كان أبطالنا يحتكرون الميداليات الذهبية لألعاب معينة ولدورات متكررة ومتعددة. إن التاريخ الرياضي يذكر دائما أبطال مصر في الأولمبياد ومهما مرت السنون وتطورت الحياة فلن ينسي التاريخ الرياضي أبطال مصر الأولمبيين في ألعاب مختلفة مثل رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة حتي الغطس كان لنا فيها تتويج. ومعذرة لأبطالنا من عدم ذكر اسمائهم فهم كثيرون.. كثيرون لضيق المساحة ولكن لم ينسهم التاريخ ولن يتغافلهم لأنهم مازالوا حتي الآن وبعد عشرات السنين هم شعلة الضوء الذي ينير طريق أبنائنا وأبطالنا الحاليين. اليوم وفي الأيام الأخيرة من شهر مارس لم يبق غير القليل علي انطلاق الدورة الأولمبية التي تستضيفها عاصمة الضباب لندن للمرة الثالثة في تاريخها بعد الدورة الرابعة 1908 والرابعة عشرة 1948 وتكون الرياضة المصرية أحد ضيوفها والمشاركين فيها رافعين شعار التحدي لكل ما يحدث في مصر هذه الأيام ومن أجل المحافظة علي المكانة التي حفرها أبطالنا في الدورات الأولمبية حتي آخر دورة في الصين منذ 4 سنوات فقط. ولا يسعني اليوم إلا النصيحة لأبطالنا وهم يستعدون أن ينسوا ويتركوا وراء ظهورهم كل ما يحدث علي أرضنا لأنهم بفوزهم سوف يؤكدون أن "مصر باقية" وسوف تظل شامخة رغم كيد الكائدين.