كان أول اختبار للجامعة العربية بعد توقيع ميثاقها في 8 أكتوبر سنة ..1944 هو النظر في الموقف المتدهور بين سوريا ولبنان وما ترتب عليه من تدخل القوات الفرنسية.. وفي 12 يونيه سنة 1945 عقد المجلس جلسة خاصة قرر فيها ضرورة حماية استقلال كل من سوريا ولبنان وفي هذا الجو المضطرب فكر الملك فاروق في عقد مؤتمر عربي بجميع الملوك والرؤساء العرب ولكن الوصي علي عرش العراق طلب التأجيل ولكن الملك أصر علي عقد المؤتمر اكتفاء بمن يحضر من الزعماء العرب.. ووجه الدعوة بالفعل إليهم للاجتماع في زهراء انشاص في الأسبوع الأخير من شهر ما يو سنة 1946 وحضره بالفعل الملك عبدالله عن شرق الأردن والأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية والأمير عبدالاله الوصي علي عرش العراق والأمير سيف الإسلام عبدالله نجل الأمام يحيي عن اليمن وشكري القوتلي رئيس جمهورية سوريا والشيخ بشار الحوزي رئيس جمهورية لبنان كما حضره عبدالرحمن عزام أمين عام الجامعة العربية "أول أمين لها". ودام الاجتماع - علي ما تقول الوثائق - يومي 28 و29 مايو وجرت فيهما مناقشات مطولة ومرتجلة إذ لم يكن للمؤتمر جدول أعمال وصدر في نهاية الاجتماع بيان استغرق صفحتين وتضمن أن الملوك والرؤساء بعد المداولة في الشئون العامة والخاصة بالشئون العربية وجدوا انفسهم متفقين تمام الاتفاق علي الرغبة في السلام والسعي إلي استقلال ليبيا وتحقيق مطالب مصر القومية وانهم تداولوا في قضية فلسطين وقرروا رفض أية هجرة جديدة إليها إذ ان ذلك يعتبر نقضاً صريحاً للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا سنة 1939 ثم أعربوا عن أملهم في ألا تساند كل من انجلترا وأمريكا أية قرارات من شأنها المساس بحقوق عرب فلسطين. وهكذا كان أول اجتماع للقمة العربية.. ويبدو أن كان الأخير في ظل الملكية. ومؤتمرات القمة العربية كلها تنعقد وتنفض وتخرج البيانات بأن هناك اتفاقاً تاماً بين الملوك والرؤساء ولكن لا شيء يتم. ثم تقرر ان يكون للدول العربية مؤتمر للقمة كل عام وصدر له شهر مارس.. ومنذ هذا الاتجاه والخلافات مستمرة بين الأقطاب.. ورغم ان مصر كانت صاحبة الدعوة لهذا المؤتمر السنوي إلا ان الرئيس السابق كان دائم الاعتذار عن عدم المشاركة فيه. وهذه الأيام وجهت العراق الدعوة لعقد مؤتمر قمة يوم 27 مارس الحالي.. ولكن منذ ظهرت هذه الدعوة والانفجارات مستمرة في المدن العراقية وهناك عدم استقرار في كثير من الدول.. ولكن هل سينعقد هذا المؤتمر..! لا أحد يدري!!