منذ أعلن عن البدء في اختيار لجنة المائة التي تكتب الدستور وقبل أن يحدد البرلمان نسب عناصر اختيار اللجنة الذي انتهي بتقاسم العنصرين بين رجال البرلمان وأهل الخبرة بنسبة متساوية اقول طالبت في هذا المكان وتحت عنوان "لا تنسوا الرياضة في الدستور" أن تضم اللجنة عنصرا من الرياضيين يتحدث باسم هذا الفصيل الذي أصبح وجوده في حياتنا مهماً انطلاقا من ثورة الشباب التي قادت البلاد إلي التغير والتحول من حياة الفساد التي عشناها طويلا إلي أمل أن يكون حكم الشعب بالشعب واقعاً حقيقياً وليس عبارات في الهواء. وحتي عندما قرر البرلمان أن يكون نصف اعضاء اللجنة من بين اعضائه لم أفقد الأمل في ان تكون الرياضة ممثلة في النصف الآخر ومن خلال الشخصيات العامة وأصحاب الخبرة. وجاء الخبر الذي اسعد كل الرياضيين عندما طرح حزب النور السلفي صاحب ثاني أعلي نسبة أصوات في البرلمان اسم واحد من أفضل الرياضيين نجم لا يختلف عليه اثنان خلقاً وفناً واداء وإخلاصاً وحباً لزملائه وهوايته وبلده.. هو النجم الخلوق المحبوب محمد أبوتريكة نجم الأهلي ومنتخب مصر. كانت تصرفات ابوتريكة في الملعب وخارجه تشير بأنه سوف يكون له دور في حياتنا السياسية منذ فترة طويلة ولعل ابرزها تعاطفه مع ابناء غزة عندما ارتدي قميصا اظهر هذا المعني في كأس افريقيا عام 2008 بغانا وقفته الأخيرة مع ضحايا مجزرة بورسعيد رغم موقف اتحاد الكرة المتخاذل. واستكمالا لمواصلة ابوتريكة لتصرفاته الانسانية فقد دعا أمس مجموعة من أمهات شهداء المذبحة إلي بيته واقام مأدبة غذاء واحتفل معهم بعيد الأم وقدم للأمهات الثكلي الهدايا في محاولة لرفع معنوياتهن ومساندتهن عاطفياً مؤكد لهم أنهن لسن وحدهن في هذا المجتمع رغم تخاذل البعض في حصولهن علي حقهن من القصاص.. فضلا عن زياراته المستمرة لاسر الضحايا منذ وقوع الحادث وتقديم واجب العزاء.. لقي اقتراح طرح اسم ابوتريكة في لجنة الدستور ارتياحا طيباً وتأييدا كبيرا من شباب الحزب الذين رأوا ضرورة وجوده بين الشخصيات التي من المنتظر دعمها للانضمام إلي لجنة المائة من خارج البرلمان كما كان للترشيح اصداء واسعة داخل النادي الأهلي وبين الأعضاء الذين تمنوا ان يقع عليه الاختيار واكدوا أنه يستحق تمثيل الرياضيه في اللجنة. ولا شك أن انضمام نجم مثل أبوتريكة باخلاقة وموافقه الانسانية في لجنة المائة سوف يثري اللجنة بآرائه البنائة من خلال تجربته الطويلة في مجال الرياضة وسوف يكتسب خبرات كثيرة تؤهله مستقبلا لاعتلاء افضل المناصب في المجال الرياضي مثله في ذلك نجوم شرفوا بلادهم في المحافل الدولية وخدمتها والأمثلة كثيرة فهناك بيليه الذي أصبح وزيرا للرياضة في البرازيل ونوال المتوكل المغربية وطارق دياب التونسي وميشيل بلاتيني الفرنسي الذي يقود اتحاد كرة القدم الاوروبي وغيرهم من الاسماء الي تألقت في الملاعب ولمعت في مناصبها الرياضية. وجاء الوقت لنجومنا الرياضيين ليأخذوا فرصتهم في قيادة عنصر مهم من حياتنا وتستفيد منهم بلدهم خاصة اذا تمتعوا بالخلق الرياضي وراعوا ربهم في ادائهم واعتقد ان ابوتريكة هو واحد ممن هؤلاء الرياضيين الذي يستحق ان يكون يوما مثل العمالقة الذين خطفوا قلوب الجماهير في الملاعب نالوا احترام وتقدير الشعب في أماكن القيادة.