تجلت أروع وأسمي معاني الوحدة الوطنية أمس في وادي النطرون خلال تشييع جنازة البابا شنودة الثالث.. المسلمون جاءوا من أماكن عدة لمشاركة اخوانهم المسيحيين فجيعتهم ورووا جميعاً بدموعهم أرض وادي النطرون حزناً علي فراق شخصية وطنية من الطراز الأول ليضربوا أروع المثل في الوحدة الوطنية رغم أنف الحاقدين. المسلمون والمسيحيون انتظروا والحزن يكسو وجوههم أكثر من سبع ساعات حتي شيعوا البابا شنودة.. قديس العصر والفيلسوف والشاعر والحكيم. وقبل كل ذلك شخص عاش الوطن فيه. وقومي اعتز بعروبته. قال القمص أغابيوس بدير الأنبا بيشوي: لقد كان البابا شنودة مثالاً للمحبة والاخوة للجميع وكان مثالاً للوطنية والتواضع وكان له علاقة خاصة بدير الأنبا بيشوي لحبه لرئيس الدير الذي كان يخدمه في أثناء توحده في المعابد التي تبعد 2 كيلو من الدير فكان يقوم بحمل المياه والغذاء له أثناء تواجده في المعابد وظلت العلاقة الطيبة تجمعهما حتي أيامه الأخيرة. يقول الراهب قمص توما لقد كان البابا شنودة معلمنا في الحياة الرهبانية وطقوسها ونحن نودعه في الأرض بكل حزن والسماء تفرح به تعبيراً عن أعماله الجليلة بالكنيسة علي مدار أربعين سنة موضحاً أن الدير يكن له كل المحبة والخير ونصلي جميعاً ليرسل لنا الله الراعي الصالح الأمين لتدبير شئون الكنيسة والشعب. يقول الأب جاورجوس كان رجل أخلاق ووفاء ورجل الله بكل المقاييس كان مخلصاً جداً أمام الله والكنيسة والوطن وعلامات اخلاصه كثيرة حيث كان يرعي شعبه في كل دقيقة من حياته وقد لمسها الإنسان البسيط داخل الوطن وخارجه. أكد سعدان مجلي "طبيب" من المنيا انه جاء من المنيا خصيصاً ليشهد مراسم الدفن لأنه كما قال حدث تاريخي سيكتب في كتب التاريخ القبطي المصري. قال صبحي سمور فهيم جئت الي منطقة الدير مع مجموعة من أصدقائي وأنا أعرف المنطقة جيداً باعتباري كنت أخدم في دير الأنبا بيشوي وأردت أن أكون في وداع سيدنا وهو ينتقل الي الأمجاد السماوية. أضافت المهندسة سلوي فوزي من الإسكندرية ان هذا الحدث سيسجله التاريخ كيوم من أيام أقباط مصر الذي امتزجت فيه الأرواح وتلاشت النعرات وأكد فيه المصريون مسلمين وأقباطاً أنهم نسيج واحد وأن أحزانهم ومواجعهم واحدة. قال بخيت شحاتة برسوم في هذه اللحظة الحزينة والصلوات المقدسة أتوجه بالشكر لقيادات المجلس العسكري وأبناء الشعب المصري والمشير محمد حسين طنطاوي الذي أعلن الحداد وسخر كافة امكانيات الدولة للمشاركة في تشييع البابا الذي عشق مصر ويدفن الآن في ترابها. أكد سامي حبيب صليب "طبيب بيطري" نحن أبناء شعب الكنيسة نشكر كل أطياف الشعب المصري مسلمين وأقباطاً علي مشاعرهم النبيلة.. وهي ليست بغريبة علي لحمتنا الوطنية وأكبر رد علي أصحاب دعاوي وجود فتنة طائفية بالبلاد.. وأقول لهم: انظروا الي هذه الحشود الباكية.. هل تستطيعون تفرقة المسلم من القبطي.. كفاكم تدخلاً في شئون مصر. يقول منير نبيل كامل من "المنيا" خسارتنا كبيرة ومصابنا أليم برحيل البابا شنودة الثالث. أما عبدالمسيح عياد رمزي من "الوادي الجديد" فيقول قداسة البابا شنودة الثالث هو الشخص الذي استطاع العبور بالسفينة لبر الأمان وترسيخ المحبة والتسامح بين عنصري الأمة. أما محمد رمضان مرجان من "الإسكندرية" فيقول جئت برفقة صديقي عاطف جرجس بخيت وزوجته ميرفت جمال ثابت لاشارك الاخوة الأقباط وداع قداسة البابا شنودة الثاث. يقول محسن إسماعيل الحبيني من "المنوفية" إنه جاء لمشاركة الاخوة الأقباط في وداع قداسة البابا شنودة الثالث الذي يكن له المسلمون قبل الأقباط كل محبة لوطنيته وحكمته وحسن بصيرته. أما مختار سعد عرابي أحد مشايخ قبيلة الجوابيص بوادي النطرون فقال إنه حضر مع وفد من قبيلته أولاد علي والسناقرة لتقديم واجب العزاء.. أضاف لا يستطيع أحد أن ينكر مواقف البابا شنودة الثالث. يؤكد عطية مسعود النائب السابق بدائرة وادي النطرون أن شعب وادي النطرون لا يعرف الفرق بين مسلم ومسيحي وأنهم نسيج واحد. أضاف أذكر أنه خلال زيارته للولايات المتحدة طلبت منه أمريكا حماية الأقباط فقال لهم "يموت الأقباط وتحيا مصر". قال الدكتور سمير صديق مدير الطب الوقائي بوادي النطرون إننا فقدنا راعي الرعاة وأب الأباء لكل أقباط الأرثوذكسي.