ألقت وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، الذي وافته المنية مساء أمس السبت بظلالها الحزينة على الشارع المصري. ففي محافظة السويس..حرصت جميع المدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية الوقوف دقيقة حدادا على روح البابا فيما قام المدرسون بعرض السيرة الذاتية له ، وتعريف الطلاب به وبدوره الوطني والنضالي في حب مصر وخدمة وطنه. وقال أيمن فهمي مدير الإعلام بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة إن جميع المدارس كانت حريصة على الوقوف دقيقة حدادا على روح البابا شنودة ، وقامت مديرية التعليم بالسويس بإصدار بيان نعت من خلاله البابا صاحب أهم الأدوار التاريخية التي كانت تهدف لدعم الوحدة الوطنية. وفي محافظة البحر الأحمر ، تلقى أقباطها العزاء في رحيل البابا بكنيسة الغردقة حيث كان في استقبال المعزين نيافة الأنبا ثاؤفيلوس أسقف مطرانية البحر الأحمر حيث توافد الآلاف على كنيسة الغردقة يتقدمهم المحافظ اللواء محمود عاصم ورؤساء المدن والقيادات الأمنية. وقال الأنبا ثاؤفيلوس إن رحيل البابا يعد خسارة كبيرة للمصريين لأنه كان يعيش ومصر في قلبه ومات وهو في قلوب المصريين جميعا. ومن جانبه ، أكد محافظ البحر الأحمر أن رحيل البابا يعد فاجعة لمصر بمسلميها وأقباطها لأنه كان رجلا حكيما ووطنيا محبا لبلاده ووصف الحدث بأنه جلل..مشيرا إلى أن البابا كان قيمة وطنية ودينية وظاهرة فريدة لن تتكرر لما كان يتمتع به . وفي محافظة الوادي الجديد ، قام المحافظ اللواء طارق المهدي صباح اليوم الأحد بتقديم واجب العزاء فى وفاة البابا شنودة بمقر كنيسة السيدة العذراء بالخارجة وكان في استقباله القمص بيشوي المحرقي راعي الكنيسة. وأكد القمص بيشو أن نعي البابا شنودة ليس للمصريين فقط ولكن للعالم كله " لأنه كان إنسانا وطنيا خالصا حتى النخاع..فيما قام الآلاف من أهالي وقيادات الوادي الجديد بتقديم التعازى بالكنيسة مبدين حزنهم على وفاته. وفي محافظة أسيوط ، قدم المحافظ اللواء السيد البرعي خالص العزاء للأخوة الأقباط في مصر عامة وفي أسيوط مسقط رأسه خاصة..مؤكدا أن مصر فقدت رمز الحكمة في الكنيسة المصرية ..مشيدا بمواقفه الثابتة أمام كافة التحديات التي واجهتها مصر ومشاركته بحكمة في صياغة ميثاق الحب والمودة بين مسلمي مصر وأقباطها.
وأصدر (بيت العائلة المصرية) بأسيوط بيانا نعى فيه البابا شنودة وقدم التعازي إلى الشعب المصري والعالم العربي..وذكر أن البابا شنودة كان رجلا وطنيا محبا لمصر وشعبها ودافع عن الوحدة الوطنية وعلى استقرار مصر وأمنها.
ونوه البيان بالمواقف الدولية المشرفة للبابا شنودة ، حيث كان أول من أدان غزو العراق ، ومنع الأقباط من الذهاب للقدس حتى يذهب معهم أخوتهم من المسلمين..مؤكدا أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين ستظل قوية كما هي وسوف يظل الأقباط شركاء في الوطن. وفي محافظة المنيا ، طالب المحافظ اللواء سراج الدين الروبي بتنكيس الأعلام فوق جميع المصالح الحكومية لمدة ثلاثة أيام حدادا على وفاة البابا شنودة ..مشيرا إلى أنه سيقوم نيابة عن شعب المنيا بالتوجه إلى القاهرة لحضور جنازة الفقيد وتقديم واجب العزاء. وفي سياق متصل ، توافد مئات الأقباط إلى مطرانيات وأبرشيات المنيا التي اتشحت بالسواد لحضور قداس وفاة البابا فيما أعلنت الكنائس الحداد ، كما توجه عدد كبير من المسلمين للكنائس والمطرانيات لتقديم واجب العزاء وخالص المواساة القلبية للأشقاء الأقباط.
وأكد مسلمو المنيا أن البابا شنودة يعد رمزا لكل المصريين حيث اتسم بالوطنية واستطاع لم شمل الجميع..كما حسم العديد من القضايا الشائكة ، والعبور بالكنيسة إلى بر الأمان رغم الأمواج المتلاطمة.
واستمرارا لحالة الحزن التي انتابت محافظات الجمهورية ، خيمت حالة شديدة من الوجوم على جموع المسيحيين من أبناء الكنيسة فى القليوبية شاركهم فيها إخوانهم من المسلمين من أبناء المحافظة.
ومن جانبه ، بعث محافظ القليوبية الدكتور عادل زايد برقية عزاء للكرازة المرقسية أكد فيها أن مصر فقدت أحد أبنائها العظام وأحد أركان دعم الوحدة الوطنية..مشددا على أن الشعب المصري بجميع طوائفه لن ينسى مواقف البابا الوطنية خلال سنوات عمره.
وعلى صعيد ذي صلة ، توافدت أعداد كبيرة من أبناء القليوبية على الكنائس والكاتدرائيات لتقديم واجب العزاء ، فيما أعلنت مطرانيتا بنها وقويسنا الحداد الرسمي وتم تعليق الأوشحة السوداء على الكنائس ..كما قام طلاب جامعة بنها بتقديم واجب العزاء ونعى زملائهم الأقباط من الطلاب. وبالتوازي ، أعلنت جميع الكنائس والأديرة بمحافظة الأقصر الحداد على وفاة البابا شنودة ، واستقبلت كنيسة العذراء الآلاف من المسلمين والأقباط لتقديم واجب العزاء ، فيما اعتبرت القوى السياسية وأهالي الأقصر وفاة البابا خسارة كبيرة.
وتقدم الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر والقيادات الشعبية والتنفيذية بالتعازى إلى رجال الكنيسة وإلى أقباط المحافظة..وقال المحافظ إن البابا شنودة حارب العصبية القبلية لأنه كان محبا للسلام. وفي محافظة البحيرة ، أعرب المحافظ المهندس مختار الحملاوي عن تعازيه للمصريين أقباطا ومسلمين في فقدان مصر والعالم لرائد الوطنية ومثال الحكمة الإنسانية البابا شنودة. وقدم المحافظ التعازى لنيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال إفريقيا ..مؤكدا أنه سيكون على رأس وفد رفيع المستوى يمثل قيادات المحافظة السياسية والشعبية والتنفيذية في تشييع قداسته إلى مثواه الأخير بوادي النطرون.
جدير بالذكر أن جثمان قداسة البابا شنودة سيدفن في دير الأنبا بيشوى بصحراء وادي النطرون وفقا لوصيته.
