مولد وصاحبه غائب ما يحدث الآن في ساحة الإقبال علي سحب أوراق الترشح لانتخابات الرئاسة يثير الدهشة والضحك إلي حد البكاء. حقيقة أتعجب من النماذج التي دخلت الساحة تريد أن تتولي هذا المنصب الرفيع. الأمر فيه إهانة واستهانة متعمدة وأجد السؤال يطرح نفسه هل هذه الصورة التي يشهدها العالم أجمع تليق بأول انتخابات رئاسية حقيقية بعد ثورة 25 يناير. أتمني من وسائل الإعلام أن تبتعد عن استضافة أو تسليط الضوء علي هؤلاء العابثين بمصر الغد والمستقبل فلا نريد أن يكون فتح باب الترشح نموذجاً للفوضي والهزل بكل أسف أصبح شبيهاً بالمولد. مصر أكبر وأعظم لكنها في حاجة إلي إعادة الانضباط للمصريين. الهيمنة ونحن مازلنا نتابع أجواء السباق المحموم نحو كرسي الرئاسة مازالت معركة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور تدور رحاها وتلوح في الأفق محاولات للهيمنة. المصلحة العامة والوعي بخطورة أوضاعنا وأزماتنا تتطلب البعد عن الانتهازية السياسية تفادياً لكوارث جديدة تدخلنا في متاهات نحن في غني عنها.. فالمرحلة الانتقالية بأخطائها وخطاياها أصابتنا بالتخبط والارتباك وأضاعت فرصتنا بثورة قامت لتهدم الفساد. برنامج الإصلاح قرأت أن الحكومة ستطرح برنامج الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي للخروج من الأزمة المالية الراهنة علي جميع القوي السياسية وتنظيمات المجتمع المدني لاستطلاع آرائهم والوصول إلي توافق مجتمعي حول بنود البرنامج. ربما تتم تلك الخطوة خاصة بعد تهديد البرلمان المستمر بسحب الثقة ولو علي سبيل الإنذار فقط لحكومة فشلت في إدارة أحوال البلاد.. علي أية حال نريد حواراً يتسع لكل الآراء بلا صراخ أو ضجيج ونريد أن يتفق الجميع علي حلول عاجلة للخروج من دائرة عدم الاستقرار وضعف الاقتصاد. مصر تحتاج لفكر وعقل وإدارة بشرط الشفافية التامة.