* بعد ان انتهت هوجة الكتابة عن جوائز الأوسكار كان لابد ان نضع في هذا المكان "عيون جريئة" نقطة نظام وهي تخص علي وجه التحديد فوز الفيلم الإيراني "الانفصال" بأوسكار أحسن فيلم أجنبي وهي جائزة بلا شك كبيرة وتعد الأهم في عالم السينما. * كان هذا الفوز أنسي الجميع بما فيها الصحافة والإعلام الإيراني الذي احتفي وزغرد لهذا الفوز معتبرا إياه نصرا علي إسرائيل التي نافست علي نفس الجائزة بفيلم الحاشية.. نسي ان هناك فرقا شاسعا ما بين السينما الإيرانية والسينما الإسرائيلية وانه لا يوجد حتي مجال للمقارنة بينهما.. فالسينما الإيرانية سينما لها تاريخ وهي صناعة كبيرة ومحترمة في إيران وهناك عشرات بل مئات من الأفلام الايرانية التي تحظي دائما باشادة دولية في مهرجانات العالم وهناك أفلام كانت تستحق أكثر من جائزة أوسكار وهي أقوي وأكبر وأكثر جاذبية وأكثر في قيمها الفنية من فيلم "الانفصال" ولكنها لم تكن تحصل علي هذه الجائزة لاعتبارات سياسية مختلفة.. لقد جاء فيلم انفصال غير منفصل علي الإطلاق من قيمة وتاريخ وامتداد صناعة السينما الإيرانية وكان يجب علي كل النقاد العرب والفرس ان يتعاملوا مع هذا الفوز بشكل عادي مؤكدين ان هناك أفلاما في السينما الايرانية كانت ومازالت تستحق الفوز وكان عليهم ان يتساءلوا لماذا مررتم لنا الجائزة هذه المرة مع انها لم تمرر من قبل رغم استحقاقها. * لا أحد ينكر بالطبع ان فيلم "الانفصال" كان يستحق الجائزة عن جدارة ليس لأنه جاء في مواجهة فيلم اسرائيلي ولكن لا أحد ينكر أيضا ان هناك غرضا في نفس أصحاب الأرسكار فقد أرادوا في رأيي ان يظهروا أنهم يشجعون ويحتفون بما اسموه السينما المتمردة علي الواقع الاجتماعي والسياسي الإيراني أو التي تدعو في رأيهم الي الامتعاض من الحياة والتفكير في الهجرة بعيدا عن جحيم ايران. * لقد ظهر ذلك في حصد نفس الفيلم لجائزة الجولدن جلوب وظهر في الاحتفاء غير العادي من الصحافة والإعلام الأمريكي والأوروبي بالفيلم وفي النهاية يجب ان نعرف انهم لم يستبعدوا الفيلم الإسرائيلي حبا في السينما الإيرانية وقدموا الفيلم الإيراني عليه ليس كيدا في إسرائيل وان ما حدث بالضبط.. هو العكس.