هذا المقال وليد اللحظة.. فلم يرد علي بالي أبداً حتي السادسة والثلث من مساء أمس أن أكتب في الرياضة عامة وفي كرة القدم خاصة لولا الفضيحة التي تعرض لها منتخبنا الوطني في النيجر. إن أكثر المتشائمين لم يتوقع أبداً أن يخسر منتخبنا- الفائز ببطولة أفريقيا سبع مرات منها ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008و 2010 والملقب بملك أفريقيا- من فريق مغمور كان أقصي أمانيه أن يخرج متعادلاً.. فوجد نفسه يحصد النقاط الثلاث بمنتهي السهولة.. ومن هنا كانت فرحته طاغية عبر عنها بلف الملعب وكأنه حصل علي كأس العالم. *** ما رأيناه أمس لم يكن أبداً منتخبنا.. ومن العار أن يمثل هؤلاء اللاعبون مصر أو يلعبوا باسمها. لم نر سوي "شوية عيال".. يجرون أكياس رمل في أقدامهم. يلعبون بلا خطة ولا روح ولا دافع ولا غيرة علي سمعة بلد ومنتخبها.. حتي وهم مهزومون بهدف استمر أداؤهم العشوائي. الوحيد الذي كان علي مستوي جيد هو الحارس العملاق عصام الحضري الذي أنقذ فريقه من فضيحة أكبر. *** نتائج هذه المباراة المخيبة للآمال كثيرة: * أولاً: أصبح موقف الفريق حرجاً جداً.. فهو لم يجمع سوي نقطة واحدة "علي أرضه" من مباراتين.. وبالتالي فإنه مهدد بالخروج من التصفيات الأولي رغم أنه "البطل" ثلاث دورات متتالية منها دورتان خارج أرضه. * ثانياً: هذه الخسارة التي تعد مفاجأة من العيار الثقيل ستجعل باقي الفرق تطمع في المنتخب.. حيث ستعتبره "زبون المجموعة" سواء لعب علي أرضه أوخارجها. * ثالثاً: الفريق سيتراجع حتماً ترتيبه الدولي الذي يحتل فيه المركز التاسع عالمياً.. وهو مركز يعتبر متقدماً جداً.. ولا أعتقد عودته إليه مرة أخري في ظل المظهر السيئ والمتدني فنياً وبدنياً وتكتيكياً الذي بدا عليه أمس. * رابعاً: قد يستقيل الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة وقد يقال.. وهي النتيجة الطبيعية التي كان لابد منها بعد الفوز ببطولة 2010 وندفع ثمن التأخير فيها اليوم. * خامساً: استبعاد بعض عناصر المنتخب ممن لا أمل في استعادة مستواهم من جديد أو لأنهم ليسوا علي المستوي الدولي اللائق. *** إن استقالة أو إقالة الجهاز الفني للمنتخب أمر أصبح ضرورياً.. ليس لأن شحاتة ورفاقه دون المستوي الفني أو المهني.. لا.. فلا يمكن أن ننسي أن نفس الجهاز هو الذي أتي بالبطولة ثلاث مرات متتالية. لكن.. لأنهم لم يعد لديهم جديد يقدمونه.. لا علي المستوي الخططي ولا علي مستوي تجهيز اللاعبين فنياً وبدنياً ونفسياً.. وبالتالي لابد من التغيير لتجديد الفكر خاصة أن كافة المنتخبات الأفريقية تتقدم بشكل سريع جداً.. بدليل ما رأيناه أمس من النيجر. صعب جداً أن نري منتخبنا "ملطشة".. أو تعامله الفرق علي أنه "أسد سيرك".. بلا مخالب وأنياب حادة. ابحثوا عن البديل فوراً.. فالوقت ليس في صالحنا.. والصدمة تعتصر قلوبنا.