اليوم يجتمع مجلسا البرلمان نتطلع جميعاً لاتفاق علي المعايير والضوابط لتشكيل واختيار أعضاء اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور الذي ينتظره جميع المصريين. نرجو أن تكون الجمعية التأسيسية معبرة عن الشعب المصري بدون إقصاء وممثلة من جميع الأطياف والقوي السياسية والنقابات وأساتذة الجامعات والمرأة فقد طال انتظارنا لدستور يحدد نظام الحكم وهوية الدولة ويضيع ملامح النظام السياسي لمصر الحديثة. نريد أن يتم الانتهاء سريعاً من تلك المهمة بلا خلافات أو معارك تجهض من جديد أحلام المصريين وتزيد دائرة الأزمات التي عشناها علي مدار الشهور الماضية فلابد أن ننتهي من حالة فراغ السلطة بكل ما فيها من مشاهد مربكة وكثيراً من اللبس والغموض. الدستور ليس مجرد قانون يتم صياغته لصالح حزب أو تيار معين ولابد أن يتوافق مع هوية مصر والمصريين. بيان الجنزوري مصر لن تركع بسبب حاجتها المالية.. عبارة توقفت أمامها طويلاً بعد قراءة في بيان مليء بالأرقام والمعلومات ففي الوقت الذي كان رئيس الحكومة يلقي بيانه في مجلس الشعب مصر كانت في حالة اضرابات واعتصامات وقطع طرق من أسوان إلي الإسكندرية فقد شهدت معظم المحافظات يوماً حافلاً بكل ألوان الاحتجاجات فالكل معترض علي تردي أحواله المادية والجميع يطالبون بتحسين الأجور.. حالة نعيشها منذ عام.. لقد انكسر حاجز الخوف وخرج الناس عن صمتهم وخنوعهم بطرق شرعية وغير شرعية وكأنهم في سباق محموم للفوز بحقوق غابت وسلبت قسراً وقهراً. كنت أتمني أن يوضح رئيس الحكومة كيفية الخروج من هذا المأزق بدون أن تركع مصر خاصة أن محافظ البنك المركزي أكد خلال اجتماعه مع اللجنة الاقتصادية بالبرلمان أن مصر تواجه كارثة تآكل الاحتياطي الأجنبي وكلنا يعي جيداً معني كلامه. وهناك من يقول إن ثورة الجياع قادمة!! مصر الثورة في حاجة لطرح جديد يعالج الأزمات والتشوهات الخطرة التي نعاني منها.