كانت الدراجة الصغيرة تقترب بسرعة نحو "داني" وهو يقف بجوار حائط صغير بأحد شوارع مونبليه جنوبفرنسا ومع ذلك ظل واقفا لا يهتم إلا أن سائق الدراجة كان قد ضغط علي الفوامل قبل أن يصل إليه ببضع خطوات ويترجل عن الدراجة ساخرا من نظرات الغضب التي كان يرمقه بها "داني" وبدون إنذار بصق "داني" علي "شسريف" الذي تجنب البصقة بأعجوبة وتقدم باتجاه "داني" في الوقت الذي توقع فيه الجميع معركة حامية الوطيس بين داني وشريف الذي ألقي الدراجة جانبا وأمسك بخناق داني وقال له أحذرك وهذه آخر مرة أراك فيها تحومي حول "مارلين" وإذا رأيتك سوف اقتلك وهذا آخر تحذير. نشبت معركة بين الشابين وظل داني ينزف لفترة من جراء لكمة قوية تلقاها من شريف حتي عندما التقي صديقته مارلين التي سألته هل عاودت العراك من جديد؟ ألن تتخلص من هذه الغيرة العمياء. كان "داني" غيورا جدا ويعتقد أن أي شاب يتحدث مع صديقته يعشقها أو سيخطفها منه وذلك منذ اللحظة الأولي التي تعارفا فيها عندما كان يعملا معا في أحد المتاجر الكبري بمدينة مونبلييه كانت "مارلين" تحب "داني" حبا كبيرا بعد أن اكتشفت أنه يحبها ولا يري في الدنيا فتاة غيرها وأنها الوحيدة التي كانت تستمع له بالساعات وهو يقص لها روايات كلها مبالغات كانت لا تشك فيها أبدا لحبها له وتأكدها من أنه يحبها ويغار عليها ولكن بدرجة وصلت مؤخرا إلي الحالة المرضية. ومنذ أكتوبر 1990 قرر الحبيبان العيش مع أسرة "مارلين" التي تضم 5 أفراد إضافة إلي "مرلين" هاجرت من البرتغال إلي فرنسا قبل سنوات لكنها لاتزال متماسكة وتعيش حياة أسرية لذا فقد دعا الأب والأم ابنتهما وعشيقها "داني" للعيش معهما رغم ضيق الحال ومنذ ذلك الحين كان يذهبان سويا إلي المتجر الذي يعملان به وينتظرا الباص وهما متعانقان بشدة وأصبح أصدقاء "مارلين" يخشون الاقتراب منها من شدة غيرة "داني" عليها في الوقت الذي بدأت "مارلين" تشعر فيها بالسجن الذي تعيش فيه وبدأت تثور بشكل رقيق في البداية حتي لا تصدم مشاعره محاولة اقتناص بضعة ساعات للشعور بالحرية بعيدا عنه. كان "شريف" من أصدقاء "مارلين" ولذا وقعت المشاجرة بينه وبين "داني" كما أن صاحب العمل لم يعد يطيق سلوك "داني" العدواني تجاه الزبائن بسبب غيرته علي حبيبته "مارلين" وعندما أصبح داني عاطلا لم يكن يتخيل قدرته علي البقاء وحيدا في البيت بينما الزبائن يتحدثون مع حبيبته ويرونها يوميا ولذا كان يقف بجوارها علي المحطة حتي تركب الباص ثم يركبه معها ويظل محيطا بها بذراعيه طوال رحلة الباص إلي أن تعود عند المساء فينتظرها حتي تأتي ويدخل بها الغرفة ولا يتركها حتي الصباح وهكذا كل يوم حتي باتت مارلين ضجره من هذه العلاقة وبدأت الأزمات وتتزايد مع شدة حصاره لها وغيرته الشديدة ولذا أرادت أن تعطيه درسا لعله يفيق وعندما تأخرت سأل صديقاتها فقلن إنها غادرت مع أحد الشباب في سيارته وأنهم لا يعرفون من هو عند هذا الحد جن جنون "داني" فها هي حبيبته مع رجل آخر وعندما وصل إلي حيث يقطن معها في الحي وجدها تقف مع بعض الشباب من أصدقائها أمام مدخل البيت فسحبها من يدها وهو يصرخ تعالي وسار بها إلي مكان مظلم اعتاد بعض الشباب الاختلاء بالفتيات فيه لكن عند الثامنة والربع ليلا سمع بعض الجيران صراخا ونداءات استغاثة لكنهم لم يعيروا الأمر اهتماما فقد اعتادوا سماع مثل هذه الأصوات خلال المعارك الصغيرة التي تنشب بين شباب الحي. الثامنة والنصف اكتشف بعض الشباب أن "مارلين" كانت ملقاة علي ظهرها علي الأرض وأنها تتنفس بصعوبة فاتصلوا بالشرطة التي نقلتها إلي المستشفي بين الحياة والموت في الوقت الذي كان "داني" يعود فيه إلي شقة "مارلين" وأهلها ليسألهم في هدوء هل عادت من العمل أم لا.. والأنكي أنه دخل إلي الغرفة دون انتظار للإجابة بعد دقائق نادت عليه أم مارلين تدعوه للعشاء لكنه لم يجيبها وعندما دخلت غرفته تبحث عنه كان قد لملم أشياءه وملابسه في حقيبة وغادر المنزل من الشباك! انتاب القلق الأم بسبب غياب انتها وأخذت تطرح الأسئلة حول سلوك "داني" الغريب إلي زن توقفت سيارة شرطة أمام بيتهم وأبلغها الشرطي أن حالة ابنتها مارلين خطيرة وأنها ترقد بين الحياة والموت في المستشفي وفي اليوم التالي توفيت مارلين في المستشفي دون أن تستعيد وعيها لكن الشرطة كانت علي يقين بأن الذي خنق "مارلين" هو "داني".