من ينكر أن ما نحن فيه الآن من تخبط ونزاعات وكوارث وحوادث فردية أو جماعية وانفلاتات أسرية وأخلاقية وأمنية ومظاهرات وجرائم مختلفة من كسب أيدينا وغضب الله علينا. ذلك لأننا أعرضنا عن ذكر الله الذي يقول في كتابه العزيز: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي. قال رب لما حشرتني أعمي وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم تنسي" "طه: 124 : 126". صدق رب العباد فيما قال. ولقد شعرنا بهذا الإعراض والضنك في هذه الأيام. فمن منا الآن يؤدي حق الله كما ينبغي؟!.. الكل يعلق علي أن المعاناة التي نحن فيها الآن من جراء النظام الفاسد ومن إمبراطورية الرموز السابقة. ونسينا أن هذا من ضلال النفوس وغياب الضمائر. لأن الله سبحانه وتعالي لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.. فمن منا غير ما بنفسه؟!.. نتكالب علي الدنيا ونتوهم أن السعادة فيها بالمال والأولاد. والمناصب. وأكل أموال الناس بالباطل والفتنة والبغضاء والحصول علي الملذات والشهوات وهذا هو السائد في أيامنا هذه. كل واحد منا يبحث عن مآربه دون النظر إلي طاعة الله التي هي المحور الأساسي في صلاح أحوالنا إذا كان الأب قد فقد سيطرته علي أولاده وانعدمت التربية وأصبح الأب في واد والأولاد في واد آخر. والأم في غيبوبة.. لقد انشغلت بالمصروفات والمأكل والملبس والانصياع إلي أوامر الأولاد حتي لو كان هذا مخالفا لشرع الله. لا يخفي علينا أن الأصل في الاستقامة وطاعة الله التربية الدينية السليمة. حتي نُكون أسرة صالحة تراعي حق الله. لكن ما نشاهده الآن في الشارع المصري يندي له الجبين.. فتيات وشباب يعيشون حياة اللهو والعبث علانية في الشارع أو الحدائق العامة معظمهم هاربين من المدارس والجامعات وأسرهم لا يدرون بأي شيء. ناهيك عن الملابس الخليعة التي ترتديها الفتيات أثناء توجههن للمدرسة والمحمول الذي شغلهن عن التركيز في دراستهن حتي أن بعض الفتيات يقمن بمعاكسة المدرس بالتليفون أثناء الحصة. والمدرس كل ما يفعله أن يبتسم فقط لصاحبة "الرنة"!!.. لقد ضاعت هيبة المدرس وفقد الأب احترامه بين أولاده. فإذا كانت هذه هي بداية التربية.. فماذا ننتظر من الفتيات والشباب؟! أظن أن دور المدرسة والجامعة اقتصر الآن علي الدراسة أو أنهما أصبحا وسيلة لخروج الفتاة أو الشاب من منزله للالتقاء علي كورنيش النيل ولم يعد هناك المربي الحقيقي الذي كنا نشاهده في الماضي. فقد كان المدرس يعاقب الطالب علي أنه لمحه في الشارع يمشي. والآن أصبح المدرس يجلس مع الطالب علي المقهي يدخنان السجائر والشيشة. ويلعبان الطاولة. بل ويتعاطيان البانجو والمخدرات. إذاً كيف تنصلح أحوالنا. ونحن في غفلة عن الله؟!.. فإذا فقد الشاب أو الفتاة التربية الدينية السليمة. فلا تنتظر صلاح المجتمع وسوف تكون المعيشة ضنكاً حتي لو كان الحاكم صالحاً. صدقوني لقد شاهدت بعض الناس يبكون من معاملة أولادهم. ومدي جحودهم وعدم الخوف منهم حتي أن الأب لم يعد يسيطر علي ابنه في إقناعه بعدم معاكسة الفتيات في الشارع. بعد أن زادت الشكوي منه وآخرون لا يشعرون بطعم السعادة رغم أنهم أثرياء وفقراء يحمدون الله علي فقرهم ويعيشون أسعد أيامهم لأنهم يؤدون حق الله.