تلك الابتسامة العريضة لرئيس الأركان الأمريكي التي ركزت عليها الصحف أثناء لقائه بالمشير طنطاوي لإصلاح العلاقات بين مصر وامريكا لن تنسينا ما تضمره لنا من شرور.. فهي ليست إلا ابتسامة ذئب يطمئن بها فريسته ويخدرها حتي تحين فرصة الانقضاض عليها والتهامها..!! فمازالت أمريكا تلوح بورقة المعونة الاقتصادية مقابل اطلاق سراح عملائها وأذنابها أعضاء المعهدين الديمقراطي والجمهوري.. اللذين ثبت ان من بينهم عناصر من ادارة المخابرات الأمريكية وجدت بحوزتهم خرائط ومخططات لتقسيم مصر.. كما فعلت من قبل في العراق وقسمته إلي شيع وعرقيات. ولكن هل جاءت تلك الزيارة بعدما أعلن المشير طنطاوي رفض مصر للتهديدات الأمريكية وضغوطها لإطلاق سراح جواسيسها.. وتدخلها في شئون القضاء.. وبعد أن ألّبت الدول العربية علينا بعدم ضخ تبرعاتها التي وعدونا بها لإصلاح اقتصادنا.. ثم بخلوا بها علينا وفضلوا إنفاقها في إثارة الفوضي حتي نرضخ لها..؟! يبدو أن هذا هو ما حدث بالفعل.. فقد حذرت احدي الصحف الأمريكية ادارة ¢اوباما¢ من خطورة اللعب مع مصر بورقة المعونة الاقتصادية لأنها ستخسر اكبر حليف استراتيجي لها في الشرق الأوسط.. وحذرتها من الاستهانة بقدرها وقدرتها.. ولكن في الوقت نفسه كنا نتمني من المشير طنطاوي ان يعلن رفض مصر لتلك المعونة الملعونة التي تريق ماء وجهنا كل عام.. وأصبحت احدي مآسينا ونقاط ضعفنا..خاصة وان د. فايزة ابو النجا ذكرت اننا نرفضها ولكنهم يصرون عليها .. ! إن الظروف الاقتصادية الأكثر سوءاً واحباطاً جعلتنا نلجأ الي صندوق ¢النكد¢ الدولي لاقتراض ما يقرب من 3.5 مليار دولار لإصلاح بعض من أحوالنا تجعلنا مضطربين لقبول أي شروط مجحفة يمليها علينا الصندوق مادام اشقاؤنا العرب خذلونا وتناسوا الكرم المصري في عهودهم العجاف.. في محاولة منهم لإضعاف مصر وتحجيم دورها والقفز عليه كي يحتلوا صدارة المشهد العربي والعالمي..!! لقد بدأت حكومة الجنزوري بالفعل في اتخاذ خطوات مهمة نحو الاستغناء عن تلك المعونات العربية فقامت بترشيد الإنفاق الحكومي والتقشف لتوفر نحو 23 مليار جنيه. وإذا كنا نرفع شعار أن مصر لن يبنيها إلا المصريون.. فعلينا أن نحوّل هذا الشعار إلي واقع عملي وملموس ونبدأ العمل الايجابي في سبيل رفعة مصر ونرفع عن إصبعها ضرس الأمريكان ولانقف علي باب ¢ماما أمريكا¢مرة أخري. آخر الكلام: * وجدت دعوة الشيخ محمد حسان لمساندة مصر كي تستغني عن ¢الملعونة¢ الأمريكية استجابة من الشركات والهيئات والأفراد. ولكن البعض يتخوف منها حتي لا يتم الضغط علي الشعب للمساهمة في اي دعوة مشابهة وهو يئن من الظروف الاقتصادية الطاحنة. * كم كنت أتمني من الذين دعوا إلي الإضراب عن العمل مؤخراً وثبت فشله وفشلهم.. ان يدعوا إلي العمل وزيادة الإنتاج.. فإذا كانت طاقاتهم الجبارة الهادرة سلبية نحو الهدم والتخريب فليحولوها مرة واحدة إلي طاقة ايجابية نحو البناء والتعمير..!!