تناولت الصحف الأمريكية، الصادرة أمس، قرار النيابة المصرية إحالة المتهمين فى قضية تمويل منظمات المجتمع المدني، ومن بينهم 19 أمريكيًا إلى محكمة الجنايات، وأجمعت الصحف على أن هذا القرار يهدد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وينذر بقطع المعونة الأمريكية لمصر في ظل تصاعد المطالبات من قبل الكونجرس بوقفها. وقالت مجلة "نيوزويك" أن القرار يعنى وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، وتابعت: "حتى لو أطلقت السلطات المصرية سراح الأمريكيين، فإن القمع المتواصل لجماعات حقوق الإنسان يجعل من الصعب على الكونجرس التصديق على المساعدات لمصر". ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" القرار بأنه "تحدٍ" للولايات المتحدة، و"ضربة" للتحالف بين البلدين المستمر منذ 30 عامًا فى لحظة حاسمة فى الانتقال السياسى فى مصر، فضلاُ عن انه توبيخًا لواشنطن، التى حذرت قادة المجلس العسكرى من تعرض المعونة الأمريكية للخطر والتي يمثل قطعها مغامرة بهدم جسور العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل. ومن جانبها قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن العلاقات المصرية – الأمريكية هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة عقود، فيما وصفت القرار بأنه "استفزازى بشكل كبير، ويهدد المعونة"، ويسلط الضوء على الفجوة الآخذة فى الاتساع بين واشنطن ومصر التى تعتبر واحدة من أقرب حلفائها فى الشرق الأوسط بعد الثورات التى عمت جميع أنحاء شمال أفريقيا والمنطقة العربية. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن القرار يشكل تمزقًا فى علاقة مصر مع الولاياتالمتحدة، راعيتها المالية الأكثر أهمية، مضيفة أنه خطوة تكشف "انهيارًا دبلوماسيًا" بين البلدين. وحذرت واشنطن واشنطن بوست" من أن القرار قد يحرم مصر من المعونة، مشيرة إلى إن الضغط على العلاقة المتوترة بالفعل بين المجلس العسكري فى مصر وإدارة أوباما يهدد بإنهاء التحالف، وإخراج مصر من كهف تبعة أمريكا. وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن القرار يمثل تجاهلاً لتحذيرات وزيرة الخارجية الأمريكية والكونجرس، وأنه سيزيد من حدة المخاطر التى تواجه المعونة لمصر. محذرة من أن محاكمة المواطنين الأمريكيين فى مصر قد يؤدي إلى انهيار العلاقات بين البلدين.