تناولت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية ملف المساعدات الأمريكية للأحزاب السياسية في مصر، وقالت إنه أثار جدلا كبيرا في الفترة الماضية، خاصة بين الأحزاب والحكومة الانتقالية وبعض القوى الإسلامية. وأوضحت أن جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية لتفعيل الديمقراطية والإصلاح خلقت جدلا غير متوقعا وتوترا في علاقة واشنطن بأهم حلفائها في العالم العربي؛ مصر. وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تخطط لضخ 65 مليون دولار لمصر خلال هذا العام لمساعدة الأحزاب السياسية الجديدة في النمو وتنظيمها، لكن هذه الخطوة سببت أزمة كبيرة خاصة بعد أن وصف المجلس الأعلى للقوات المسلحة القوى والمجموعات التي تتلقى مساعدات أمريكية بأنها «عميلة لحكومات أجنبية»، كما كشفت الصحيفة أن الحكومة الانتقالية سعت خلال الشهور الماضية من وراء الستار إلى منع واشنطن من دعم القوى الديمقراطية بالمساعدات المالية، وضغطت ليكون ذلك تحت إشرافها. وقالت «لوس أنجلوس تايمز» إن الخلاف تفجر عندما وصفت الخارجية الأمريكية المشهد في مصر بأنه ينزلق نحو «مناهضة أمريكا»، وشكت من انتقاد الحكومة المصرية للمساعدات الأمريكية، وتشكيكها في دوافعها، معتبرة أن تلك الانتقادات «غير عادلة وغير دقيقة». وحذرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند من زحف المشاعر المناهضة للولايات المتحدةالأمريكية إلى الشارع المصري، كما رفضت الانتقادات والهجوم على السفيرة الأمريكيةالجديدة في القاهرة آن باترسون. وكشفت الصحيفة عن لقاء تم بين مدير المخابرات المصرية اللواء مراد موافي، ومسؤولين من الخارجية الأمريكية في واشنطن، مضيفة تصريحات دانيل كيرتزر، سفير واشنطن في القاهرة أثناء فترة رئاسة بيل كلينتون، أن «ما يحدث الآن في مصر معناه أن أمريكا ستفقد تأثيرها على مجريات الأمور بالتدريج». وقالت الصحيفة إن ما يحدث يعبر عن شك مصر في نوايا أمريكا، رغم أن الحكومة المصرية مازالت تتلقى المعونة الأمريكية العسكرية السنوية وقدرها 1.3 مليار دولار. وأضافت أن الصراع يعكس أيضا المناورات السياسية الدائرة بين المجلس العسكري الحاكم والقوى السياسية الإصلاحية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية نهاية العام الجاري. واعتبرت أن هناك علامات تثير القلق في العلاقات المصرية الأمريكية، منها انخفاض شعبية أوباما في الشارع المصري، «واتجاه المجلس العسكري إلى الاستقلال خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بالمقارنة بالماضي، وإصلاح العلاقات الخارجية المصرية مع أعداء أمريكا مثل إيران وحماس». كما اعتبرت الصحيفة أن قبول الحكومة المصرية 17 مليار دولار منح من السعودية ودول الخليج يشير إلى «استعداد مصر توطيد علاقاتها بجيرانها الديكتاتوريين الذين نادرا ما يمارسون الديمقراطية على الطريقة الغربية». وأكدت أن كثير من الحركات والقوى تخاف الآن من تلقي تمويلا أمريكيا بسبب سياسة الإثارة والتخوين التي اعتمدها اللواء حسن الرويني، أحد قادة المجلس العسكري، في وقت تنتشر فيه نظريات المؤامرة التي تقول إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وقوى أجنبية أخرى تسعى «لسرقة الثورة». ودافعت «لوس أنجلوس تايمز» عن الإدارة الأمريكية بقولها إن الولاياتالمتحدة شغوفة بالمساعدة في استقرار مصر واقتصادها، ودللت على ذلك بطلب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من الكونجرس بإسقاط مليار دولار من ديون مصر، كما حولت 65 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية إلى مشروعات تهدف لترسيخ الديمقراطية، ومنها إنشاء أحزاب سياسية وغيرها. وكشفت الصحيفة عن أن بعض النواب الديمقراطيين الأمريكيين اقترحوا قطع المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر في حالة وصول الإخوان المسلمين للحكم، أو تقلدهم مناصب في الحكومة الجديدة، لكنها أكدت في النهاية أنه على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين، فإن «الولاياتالمتحدة أكدت أن همها الأوحد هو دعم الإصلاح وانتقال السلطة بشكل ديمقراطي في مصر».