أجهضت روسيا والصين مشروع قرار عربي أوروبي حول سوريا أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مفتوحة للتصويت. وذلك بعد جدل وتعديلات كثيرة أدخلت عليه بسبب الاعتراضات الروسية.فقد صوت المندوبان الروسي والصيني بالاعتراض "الفيتو" مما تسبب في إحباط المشروع في مجلس الأمن. ونص مشروع القرار علي دعمه الكامل لخطة الجامعة العربية من أجل انتقال ديمقراطي في سوريا. لكن النص -وإرضاء لروسيا- لا يشير إلي العقوبات الاقتصادية ولا بيع أسلحة لسوريا.ويؤكد المجلس في النص أنه يريد تسوية الأزمة بشكل سلمي لإزالة أي مخاوف من تدخل عسكري علي غرار ليبيا. ويدين المجلس العنف أيا كان مصدره. كما يؤكد أنه بصدد تقييم الوضع من جديد خلال ثلاثة أسابيع. جاء ذلك رغم أن مشروع القرار بات يحظي بدعم معظم الدول في المجلس ومنها دول كان لها تحفظات عليه كباكستان وكولومبيا. وأبلغ لافروف وسائل الإعلام الروسية خلال مشاركته في مؤتمر حول الأمن بميونيخ أنه سيتوجه بعد غد إلي دمشق برفقة رئيس أجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فلادكوف للقاء الرئيس بشار الأسد بعد غد بناء علي تكليف من الرئيس ديمتري مدفيدف. ميدانيا طالبت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا السبت بإحالة المسؤولين عن "المجزرة المروعة" التي حصلت في مدينة حمص وسط البلاد فجر السبت إلي المحكمة الجنائية الدولية واتهمت الرئيس بشار الأسد بتحويل أحياء حمص إلي "ساحة حرب حقيقية" وخوض "حرب إبادة جماعية" ضد أبنائها. وأضاف البيان الذي حمل توقيع الناطق الرسمي باسم الإخوان في سوريا زهير سالم "نطالب مؤسستي الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي الغائبتين عمليا عن الساحة السورية أن تتحركا فورا لإغاثة الجرحي بعد أن حول بشار الأسد أحياء حمص إلي ساحة حرب حقيقية وخاض ضد أبنائها حرب إبادة جماعية". وكان المجلس الوطني السوري أعلن أن قصف الجيش لمدينة حمص ليل الجمعة السبت أدي إلي سقوط 260 قتيلا ومئات الجرحي. داعيا روسيا إلي إدانة نظام الأسد. ونفي التلفزيون السوري الرسمي أن يكون الجيش قصف مدينة حمص أو دخلها. معتبرا أن بث مثل هذه الأنباء يندرج في إطار تصعيد "للتأثير علي مواقف بعض الدول في مجلس الأمن الدولي". علي صعيد آخر قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن بلاده ستقوم "في القريب العاجل" بتنفيذ قرار طرد السفير السوري. في إطار خطوة لسحب اعترافها بالحكومة السورية تحت قيادة الرئيس بشار الاسد الذي يواجه حملة انتقادات دولية لاستخدامه القمع ضد المحتجين المطالبين بتنحيه. وأضاف عبدالسلام أن قرار طرد السفير السوري جاء احتجاجا علي المجازر التي جرت وتجري في حمص وفي غيرها من المدن السورية. مشيرا إلي أن وزارته ستقوم بتنفيذ القرار في القريب العاجل وستستدعي سفيرها في دمشق. وتوقع أن تحذو معظم الدول العربية حذو بلاده في هذه الخطوة. لافتا إلي أن هناك ما يشبه الإجماع العربي علي هذه الخطوة للضغط علي النظام السوري حتي يستجيب للمطالب المشروعة للشعب السوري, لكنه أشار في الوقت نفسه إلي أن بعض الدول يمكن أن تخرج علي هذا الإجماع. وقال عبدالسلام إن تونس مثلما كانت سباقة في انطلاق الثورة. فمن المنطقي أن تكون سباقة في تضامنها مع الأشقاء في سوريا. معتبرا أن هذا هو الموقف الطبيعي الذي تعبر عنه هذه الحكومة التي تستمد شرعيتها من الثورة.