ميدان "الساعة" بمدينة دمنهور هو أحد الميادين الهامة والشهيرة التي أطلق منها أهالي البحيرة شرارة ثورة 25 يناير من العام الماضي عقب صلاة العصر للتضامن مع سائر أبناء الشعب المصري بجميع الميادين والشوارع. حيث خرج المصلون من سائر مساجد المدينة واحتشدوا بالآلاف مطالبين بالعدل ورفع الظلم وإرساء الحرية والحياة الكريمة. ومع كل يوم جديد ترتفع حرارة الميدان بعد استقدام حشود أخري غفيرة من سائر مدن المحافظة التي يتجاوز عدد سكانها ال 5 ملايين نسمة. ووصلت درجة حرارة الميدان إلي درجة الغليان يوم 28 يناير عندما سقط أول شهيد للثورة في البحيرة بالميدان وهو بهاء زغلول الجراوني "35 سنة" الذي صدمته سيارة إطفاء طائشة أثناء مرورها بالميدان لتفريق المتظاهرين وسقط تحت عجلاتها جثة هامدة. وسرعان ما انتقل خبر استشهاد الجراوني إلي القاصي والداني من أبناء المحافظة مما دفع الجميع للتوجه للميدان علي قلب رجل واحد والالتحام برفاقهم للمطالبة بسقوط النظام. وفي نفس اليوم سقط الطفل محمد إيهاب النجار ابن كفر الدوار البالغ من العمر 9 سنوات بطلق ناري بالفخذين وهو بشرفة منزله وتوالي بعد ذلك سقوط مزيد من الشهداء من أبناء المحافظة الذين بلغ عددهم 13 شهيداً والمئات من المصابين. ولادة الميدان كانت في 8 نوفمبر 1930 عندما قام الملك فؤاد بافتتاح عدد من المنشآت لدار سينما وتياترو مكتبة ومبني للبلدية وآخر للاسعاف وفي عام 1952 أطلق عليه ميدان البلدية حتي جاء محافظ البحيرة الراحل وجيه أباظة وقام بتطويره في أوائل الستينات وأطلق عليه "ميدان الساعة" نسبة إلي ساعة الزهور التي تم وصفها به آنذاك ومع إحياء دار السينما وتطويرها وافتتاحها عام 2009 تحت اسم أوبرا ومسرح دمنهور أطلق عليه "ميدان الأوبرا" وبعد نجاح ثورة 25 يناير وتنحي الرئيس مبارك قرر اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة الأسبق إطلاق اسم "ميدان الشهداء" عليه تخليداً لشهداء المحافظة الذين سقطوا في الثورة.