يعتبر مبني أوبرا دمنهور ذا تاريخ عظيم حيث يرجع إنشاؤه إلي عهد الملك فؤاد الذي وضع حجر أساسه عام 1930 فأطلق علي القسم الغربي منه "سينما وتياترو فاروق" ثم تغير إلي "سينما البلدية" عام 1952 وفي عام 1977 تغير الاسم إلي "سينما النصر الشتوي". وكان به مكتبة سميت باسم الملك فؤاد ثم أطلق عليها اسم الأديب الراحل توفيق الحكيم ثم تعرض المبني للإهمال وسقطت عناصره المعمارية الأثرية فأعيد ترميمها حتي أصبحت دار أوبرا دمنهور الصرح الحضاري الذي يهدف إلي نشر الثقافة في وسط وغرب الدلتا. وقام قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار بتسجيله كأثر إسلامي عام 1988م. وضمه إلي قطاعات المباني ذات القيمة الفنية والتاريخية بمحافظة البحيرة في عام 1998م لاحتوائه علي عناصر فنية من زخازف نباتية وهندسية وعقود دائرية وأخري أندلسية. بالإضافة إلي اتباعه التخطيط الإيطالي مع مزيج من الطراز الإسلامي المستخدم منذ العصر الفاطمي. الجدير بالذكر أن القسم الغربي يتكون من "طابق أرضي وثلاثة أدوار" ويشتمل الطابق الأرضي علي المدخل الرئيسي وبوفيه وحجرة تذاكر.. أما المساحة الداخلية فتضم صالة المسرح التي تحتوي علي صفوف من الكراسي وعلي جانبيها في الدور الأول صف من البناوير يعلوها في الدور الثاني صف من اللوجات الذي يضم "20 لوج". أما الدور الثالث يحتوي علي مدرج يسمي "البلكون". كما أنه يضم غرفة كبار الزوار. .. أوبرا علي الترعة.. كان هذا هو الحلم الذي جسدته ثورة 23 يوليو علي لسان شاعرها صلاح جاهين الذي أورد هذه الأبيات في أشعاره. إعادة افتتاح المبني العريق كان تجسيداً لهذا الحلم بالطبع ليصبح منارة تشع ثقافة وعلماً وفناً. شارك بحفلات أوبرا دمنهور مجموعة من أشهر الفنانين في مصر والوطن العربي منهم "عازف الكمان اللبناني جهاد عقل عازف الكمان عبده داغر عازف الجيتار الإيطالي جيوفاني سينيكا عازف الإيقاع سعيد الأرتيست وعازف الكمان يحيي الموجي عازف تشيللو الكسندر إفاشكين عازفة البيانو ماجدة نيكولايدو". من نجوم الغناء العربي منهم "مدحت صالح خالد سليم نادية مصطفي محمد ثروت المطربة السورية وعد البحري أمجد العطافي الفنان المغربي فؤاد زبادي". بعد أحداث الثورة المجيدة واصلت أوبرا دمنهور نشاطاتها ونظمت حفلات فنية بمناسبة نجاحها لمواكبة هذه الفترة التاريخية التي مرت بها مصر. واستضافت فرقة 25 يناير التي أنشأها مجموعة من مبدعي ثوار ميدان التحرير الذين عرضوا عدداً من إبداعاتهم الغنائية والموسيقية التي نتجت عن تفاعلهم مع الثورة وأحداثها.