حقق مجلس نقابة الصحفيين الجديد برئاسة الزميل ممدوح الولي أول وعد من وعوده الانتخابية ورفع معاش الصحفي إلي 500 جنيه.. ولكنه للأسف معاش مع إيقاف التنفيذ. قد يتساءل بعض القراء: ماذا يعني أنه معاش مع إيقاف التنفيذ؟ والإجابة أن الصحفي لا يصرف هذا المعاش بعد بلوغه الستين طالما ظل يعمل في إحدي الصحف ولو بقروش قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع.. ومعني ذلك أن النقابة لا تمن عليه بهذه ال 500 إلا إذا أصبح يعاني سكرات الموت!! فإذا اضطر الصحفي تحت وطأة الجوع أن يصرف معاش النقابة فإنها تعتبره ميتاً بالفعل.. فلا يصلح له الإدلاء بصوته في انتخابات النقابة ويحرم من أي ميزة نقابية حتي إن كانت عدة مكالمات تليفونية زائدة عن المسموح له من شركة الاتصالات وإذا تصادف أن نجحت النقابة في توفير أي ميزة للصحفيين من أي جهة حكومية أو غير حكومية تقول للصحفي الذي تجرأ وقبض ال 500 جنيه: نحن آسفون ليس لك الحق في هذه الميزة لأنك أصبحت مرفوعاً من الخدمة. فأنت في عداد الموتي!! أنا أتحدث عن الصحفيين العاملين في الصحف القومية الذين أفنوا أعمارهم حقيقة في هذه المهنة التي تأخذ ولا تعطي.. فقد عشنا زمناً رديئاً سهرنا فيه الأيام والليالي. لا نعرف الراحة وكنا أحياناً نقضي ليس 24 ساعة فقط في العمل بل كنا نواصل الليل بالنهار ولا نذهب لبيوتنا لمدة 48 ساعة أحياناً. وأنا أعرف زميلاً صحفياً تدرج في المناصب القيادية وعمل مديراً لتحرير إحدي الصحف 16 عاماً ثم عمل رئيساً للتحرير أكثر من 14 عاماً ومع ذلك كان آخر أجر له يقل عن 2500 جنيه!! لماذا أشرك القراء في هموم الصحفيين؟! لأنه ربما يظن البعض أن العاملين في هذه المهنة يعتبرون من صفوة المجتمع!! ولم لا؟! أليس الكثيرون منهم يحظون بالشهرة من خلال كتاباتهم ومقالاتهم؟! ولكن الحقيقة أنهم ينطبق عليهم المثل الشعبي "الصيت ولا الغني"!! نعود إلي مجلس نقابة الصحفيين برئاسة ممدوح الولي ونطالبه بضرورة الوفاء ببقية الوعود التي قطعها علي نفسه في الانتخابات وأولها العمل علي تعديل مرتبات الصحفيين بما يحفظ لهم كرامتهم.. فمازال هناك زملاء شباب يعيشون علي أدني من الكفاف!! ولنتصور أنه في الوقت الذي سترفع فيه الحكومة مرتبات الموظفين بحد أدني 800 جنيه أو 1200 جنيه مازال هناك صحفيون يتقاضون 200 جنيه أو 300 جنيه شهرياً!! عيب والله وألف عيب!! وتقولون إننا نعمل في بلاط صاحبة الجلالة.. والحقيقة أننا لم نر الجلالة ولا صاحبتها.. بل إننا نكاد نعمل في مسح بلاط دور الصحف!! الصحف القومية تتعرض حالياً لأقسي محنة في تاريخها وتحتاج من مجلس الولي أن يجلس مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء لانتشالها من أيام عصيبة في انتظارها قريباً نتيجة للركود الاقتصادي في البلد والذي انعكس أول ما انعكس علي هذه المؤسسات. الوعود التي قطعتموها علي أنفسكم كثيرة يا أستاذ ممدوح أنت وأعضاء مجلس النقابة.. وعيب كل العيب أن يحال صاحب الفكر ورب القلم إلي المعاش ونقول له وهو في قمة النضج والعطاء: كفاية!!