لا يتحقق نجاح أي ثورة ولا تستقيم الأمور في أي دولة إلا بإرادة شعبية قوية وإدارة وطنية مخلصة.. بهذه الكلمات عبر العالم المصري الكبير د. أحمد زويل عن الوضع المصري الراهن مؤكداً ان الحل في هاتين الكلمتين معاً: الإرادة والإدارة.. وخلال أحاديثه في مختلف الفضائيات أكد العالم الكبير أن نجاح رفاعة الطهطاوي في تطوير التعليم المصري أيام محمد علي الذي كان لا يقرأ ولا يكتب يرجع لهذه الإرادة وتلك الإدارة.. مشيراً إلي أن دخول الأمن والسياسة في الحياة التعليمية يؤدي إلي إفسادها وتراجعها.. وهذا ما حدث بالفعل في العهد البائد.. وما أسعدني في كلمات د. زويل هو أنه يطالب بتطوير شامل وعلي أحدث النظم العالمية للتعليم المصري وبصورة تعيد للمدارس الوطنية "الحكومية" هيبتها أمام المدارس الخاصة "الإنجليزية والألمانية والفرنسية.. مثلاً".. والتي يعتبرها تعيش داخل الوطن في جزر منعزلة بعيداً عن مشاكل وهموم المجتمع.. كما أسعدني.. حديثه عن اللغة العربية ومطالبته بأن تكون هي الأساس الأول لكل العرب ثم بعد ذلك نتعلم اللغات الأخري للتحاور والتشاور والتواصل مع الأمم الأخري.. إن المشروع العلمي المتطور الذي تم إنشاؤه حالياً في مدينة 6 أكتوبر تحت مسمي "مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا".. يؤكد أن هذا الرجل يؤمن جيداً بأن التعليم والبحث العلمي.. قضية حياة أو موت فالشعب الذي يرتقي بهذا المجال يقفز إلي عنان السماء ولدينا أمثلة كثيرة في مقدمتها اليابان والصين والهند.. ولنا مع الهند بالذات تجربة عملية.. فالعلاقة بين الزعيمين نهرو وجمال عبدالناصر كانت قوية جداً لدرجة التفاهم المشترك.. وبالتالي بدأت النهضة في البلدين.. لكن الهند استمرت واهتمت بالتعليم والديمقراطية معاً.. أما عبدالناصر فاهتم نوعاً ما بالتعليم وأهمل الديمقراطية التي تساهم في عمليات التطوير في كل المجالات.. عموماً.. ومهما كُتب وقيل.. نحن أمام مُعضلة لم يشهدها التاريخ المصري القديم والمعاصر من قبل.. ولابد من التكاتف من كل أبناء الشعب المصري لإيجاد حل يقفز بنا إلي الأمام.. والحل في نظر د. زويل.. هو إعادة صياغة المفاهيم المصرية مع ترك حياة الفهلوة التي نعيشها وعدم احترام المواعيد الذي أصبح سمة من سمات الغالبية.. والتأكيد علي تطوير التعليم والبحث العلمي بشكل يضع مصر في مكانتها العالمية.. بصراحة.. نريد برمجة جديدة لحياتنا.. ولن تتحقق هذه البرمجة إلا بالإرادة الشعبية الحقيقية والإدارة الوطنية المخلصة.