وناديت ومازلت, بضرورة ألا تصرفنا المعارك السياسية والاقتصادية والانتخابية عن المعركة الأساسية التي ستقودنا حتما إلي النهوض والتطور وهي معركة العلم والتعليم. وفي اعتقادي الراسخ أن بلدنا لن تقوم له قائمة دون إصلاح لمنظومة التعليم والاستفادة من العلم والعلماء في حل كافة المشاكل التي تواجهها. كنت قد كتبت في تلك الزاوية قبل نحو أسبوعين عن تجربة ألمانيا في النهوض بعد الحرب العالمية الثانية اعتمادا علي التعليم, مشيرا إلي أن قصة نجاح ألمانيا اعتمدت علي الإيمان بأهمية البحث العلمي والتعليم في وقت الأزمة باعتبار أن الإنفاق علي البحث العلمي هو استثمار آمن يعود بنتائجه المبهرة في أشكال كثيرة منها تنمية البشر ودعم الإنتاج والاقتصاد بأفكار وتطبيقات جديدة. وناديت ومازلت, بضرورة ألا تصرفنا المعارك السياسية والاقتصادية والانتخابية عن المعركة الأساسية التي ستقودنا حتما إلي النهوض والتطور وهي معركة العلم والتعليم. وفي اعتقادي الراسخ أن بلدنا لن تقوم له قائمة دون إصلاح لمنظومة التعليم والاستفادة من العلم والعلماء في حل كافة المشاكل التي تواجهها. منذ يومين وبعد طول انتظار افتتح الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وهو ما يمكن اعتباره بداية الطريق الصحيح وإن كنت أري انه من الضروري دعم ورعاية العلماء المهمشين بالداخل والذين حققوا العديد من الانجازات وبراءات الاختراع وهم كثيرون والأولي بالرعاية لأن ذلك يعني وضع مصر علي بداية الطريق الصحيح, والأمر يتطلب دعم معامل العلماء وتطوير المدن العلمية القائمة بدلا من إنشاء مدن جديدة تحتاج لأموال طائلة, وأيضا تسويق براءات الاختراع ونشر هذا الفكر بين شباب الباحثين فمن هنا تنطلق الشرارة الأولي كبداية لطريق طويل. ويجب أن يعي القائمون علي مقاليد الأمور أننا مازلنا دون سياسة أو رؤية واضحة لأهمية العلم وأننا لم نحسم خيارنا بعد باتجاه انه لا بديل عن العلم فمدينة زويل لن تحدث الأثر المرجو منها ما لم تنضم إليها العشرات بل والمئات من مدن وجامعات العلم, ومؤسسات البحث العلمي في كل المجالات. فمصر ليست بأقل من الهند التي تتبوأ مكانة مرموقة في سوق التكنولوجيا والبرمجيات منذ أن اقام نهرو أول معهد للتكنولوجيا بها بعد استقلالها عام1947 إذ تعتبر الهند ثاني أكبر مصدر للبرمجيات بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية ويتم فيها تطوير حوالي نصف البرمجيات المستخدمة في الهواتف الخلوية, كما تعتبر موردا رئيسيا للمبرمجين والمهندسين لكبري الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا مثل وادي السليكون في الولاياتالمتحدة. وحتي يتحقق النجاح للمدن البحثية وغيرها من المعاهد العلمية المتخصصة سواء القائمة أو التي سيتم إنشاؤها ضمن خطة للاهتمام بالعلم والبحث العلمي فلا بديل عن الاهتمام بالتعليم العام في مراحله المختلفة والذي تدهور بصورة غير مقبولة وحتي نتمكن من رفع مستوي الخريجين بحيث يكونون في وضع تنافسي معقول, فالتعليم العام بمراحله المختلفة يمثل في الحقيقة الحاضنة التي يتربي فيها أولئك الذين سيكون من بينهم من يلتحق بمدينة زويل أو بمعاهد ومؤسسات البحث العلمي. ولنرفع جميعا شعار الشعب يريد إنقاذ العلم والتعليم ولنتعامل مع مدينة زويل للعلوم باعتبارها بذرة الأمل والحلم اللذين غابا عنا طويلا. [email protected]