في يوم من الأيام سابق الأرنب السلحفاة ومن فرط غروره وثقته الزائدة بقفزاته الرائعة ظن الأرنب أنه لا محالة سيفوز في السباق فأخذ الأرنب ينظر إلي السلحفاة باحتقار واستعلاء ووصفها بالعجز وأخذ الأرنب في التلكؤ والتكاسل والترهل حتي نام وراح في ثبات عميق وفازت السلحفاة التي عرفت طريقها علي الأرض. وفاق الأرنب حزينا مهموما مكتئباً. وفي بر مصر يصر "الأرنب الليبرالي أبوالنخب" علي المكابرة والعناد والمزايدة علي خيارات الشعب الحرة والتشكيك في النجاحات الهائلة للاسلاميين في الجولة الأولي من الانتخابات ويؤكد أن المصريين لا يعرفون شيئاً عن الديمقراطية وانما ذهب للصناديق خشية دفع غرامة الاحجام عن التصويت.. كماأن الشعب المصري وفقاً لمزاعمه التي يتشدق بها الاعلام الليبرالي لم يبلغ بعد سن الرشد حتي يختار نوابه وممثليه تحت قبة البرلمان. ولا يستطيع أن يقرر مصيره وينتقل إلي ديمقراطية النخب أو ديمقراطية "الأسياد" والتي لا تختلف كثيراً عن ديمقراطية مبارك وبطانته في العهد البائد .. ديمقراطية "ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"..!! وقد شن الليبراليون ودعاة الفكر العلماني ومعهم فصيل من اليساريين وقبل أيام من انطلاق الجولة الثانية حملة جديدة لعل وعسي وبنفس لغة الخطاب الإعلامي والدعائي والذي يحوي قدراً هائلاً من الاستعلاء والتجريح وتحقير الإسلاميين والمتعاطفين معهم. والغريب أيضاً أن صحف الغرب وكتابها أدانت بشدة وانتقدت أداء الفصيل الليبرالي المصري الذي عزل نفسه عن الشعب ويصر علي الحديث إليه بغرور وفوقية ومن أبراج عاجية ونصحتهم بالتنسيق والتحالف مع الإسلاميين من أجل اقامة دولة مدنية في مصر وعدم تسفيه أحلام الشعب المصري وتحقير شأن التيار الإسلامي المتنامي. وتحدثت صحف مثل الجارديان والواشنطن بوست والتايمز عن فشل الليبراليين في الصمود أمام الاسلاميين وقال جاك شينكر مراسل الجارديان. إن القوي العلمانية فشلت في إحراز تقدم سياسي كما ذكرت أن القوي الليبرالية غير صادقة فيما بينها حول مشروعها السياسي. وأطروحاتها السياسية لدي الشارع. وتحاول ألا تري أن الشارع بطبيعته يتجه إلي القوي الإسلامية. واستعرض نيكولاس كريستوفر الكاتب الصحفي بجريدة نيويورك تجربة الانتخابات في مصر والفهم المغلوط لنوايا وتوجيهات القوي الإسلامية الصاعدة. مؤكداً أن مخاوف العلمانيين وهمية ولا أساس لها. ومن قبيل "خذ من خليلك ما صفا .. ودع ما فيه الكدر" أعتقد أن وجهة النظر الغربية بمثابة نصائح ذهبية لليبراليين للخروج من المأزق والذوبان في المجتمع وقبول الرأي الآخر واحترام ثقل المنافس .. واحترام ارادة الأمة .. وهذا ألف باء الديمقراطية.