خرجت صحف الأمس الجمعة تحمل أخبار الصدام بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين الحائز علي أعلي الأصوات في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية.. وذلك علي خلفية تصريح اللواء مختار الملا بأن البرلمان المقبل لن يمثل جميع طوائف الشعب.. وأنه يجب الاتفاق علي ضوابط الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور قبل أن يختارها البرلمان. وقد رأي حزب الحرية والعدالة أن هذا التصريح يعد التفافاً علي البيان الدستوري الصادر بمقتضي استفتاء 19 مارس الماضي.. ومن شأنه أن يسلب البرلمان القادم اختصاصه.. لأنه سيعطي الكلمة المؤثرة في تشكيل الجمعية التأسيسية للمجلس الاستشاري والحكومة الانتقالية ثم مجلسي الشعب والشوري. وبناء علي ذلك انسحب حزب الحرية والعدالة من المجلس الاستشاري.. وقال الدكتور سعد الكتاتني أمينه العام إنه كان من المفترض أن يكون رأي المجلس الاستشاري استشارياً ثم تبين أنه سيتدخل في إعداد الجمعية التأسيسية للدستور مما سينتقص من دور المؤسسة التشريعية. وكانت أصوات عديدة قد تنبأت منذ فترة طويلة بحدوث صدام حتمي بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان وحزبها.. وكلما تقاربت آراء المجلس والإخوان سارعت هذه الأصوات إلي التأكيد علي أن شهر العسل لن يدوم والصدام آت آت.. ولا شك أن أصحاب هذه الأصوات يضحكون الآن في سرهم بعد أن تحققت نبوءتهم.. وهم الآن يسعون لإشعال الصدام أكثر وأكثر.. لكي تنفجر مصر من الداخل وتنتهي التجربة الديمقراطية عند هذا الحد.. ويقتنع الناس أن الديمقراطية لا تصلح لمصر.. وتغرق البلاد في دوامات العنف والإرهاب مثلما حدث في الجزائر عقب فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية في الانتخابات في تسعينيات القرن الماضي وانقلاب السلطة علي النتيجة لمنع الجبهة من الوصول إلي الحكم. للأسف الشديد.. مانشيتات الصحف الصادرة أمس بشرت بهذه النهاية المؤلمة.. فقالت "المصري اليوم":.. وبدأ الصدام بين "العسكري" و"الإخوان".. وقالت "الشروق": الكلمة النهائية في صياغة الدستور للمجلس العسكري.. وقالت "الدستور": بوادر الصدام بين "العسكري" و"الإخوان". وفي حين حرصت الصحف القومية علي تناول القضية في إطار موضوعي هادئ يشير إلي أن أولي مهام المجلس الاستشاري ستكون مناقشة قانون الانتخابات الرئاسية وإجراءات تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور كانت عناوين الصحف الآتية من الخارج تصب الزيت هي الأخري علي النار.. فقالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن المجلس العسكري والإخوان في طريق الصدام.. وقالت "الحياة" اللندنية أيضا: مواجهة بين العسكر والإخوان تثير مخاوف من سيناريو جزائري.. الجيش يعتبر البرلمان غير ممثل للشعب ويعين مجلساً استشارياً ينازعه وضع الدستور. وبالطبع.. سارع الإعلام الأجنبي بالدخول علي الخط.. فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تصريحات الملا هي أحدث حلقة في الصراع بين المجلس العسكري والقوي الإسلامية والليبرالية المطالبة بحق البرلمان المنتخب في صياغة الدستور.. وتوقعت صحيفة "جارديان" البريطانية أن تشهد المرحلة المقبلة مواجهة سياسية بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري. وفي المقابل استبعدت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية أن يصطدم الإخوان بالمجلس.. مرجحة أن تسعي الجماعة إلي صفقة تتيح للمجلس تدخلاً أقل في صياغة الدستور.. وذكر مركز "كارنيجي" لدراسات الشرق الأوسط أن طريق صياغة الدستور في مصر مليء بالألغام. ووسط هذه الأمواج المتلاطمة ظهر رأي يقول إن تصريحات اللواءالملا للصحف الغربية 7 مراسلين أمريكيين وواحد بريطاني لا تقصد إحداث شرخ داخلي بين المجلس العسكري والقوي السياسية ولا تقصد تعطيل المسيرة الديمقراطية.. وإنما تستهدف فقط طمأنة الغرب والعالم الخارجي إلي أن مصر لن تتغير ولن تنقلب رأساً علي عقب بعد صعود الإسلاميين في الانتخابات. وأياً كان الأمر فإن أسوأ هدية يمكن أن تقدم إلي مصر الآن هي هذا الصدام الذي يتحدثون عنه بين المجلس العسكري والإخوان.. هذا الصدام الملعون سوف يحدث انقساماً لا قدر الله في المجتمع.. ويبذر الفتنة في كل مكان.. وستكون لا قدر الله فتنة كبري لا تبقي ولا تذر.. ولهذا فإننا يجب أن ننادي بأعلي صوتنا علي العقلاء والمخلصين في هذا البلد لكي يتدخلوا بسرعة لإنقاذ مصر وأهلها. لقد أكد المجلس العسكري في مناسبات عديدة أن مصر شهدت انتخابات حرة وليس فيها تزوير.. ومن حق البرلمان تشكيل الجمعية التأسيسية المختصة بوضع الدستور وضمان تمثيل جميع القوي والأطياف المختلفة في المجتمع فيها.. ولا يمكن لأحد الإنقلاب علي برلمان منتخب في انتخابات حرة.. ولابد من التسليم بالديمقراطية.. وإلا سنعود لأسوأ مما كنا عليه. هذا وقت الحوار لا الصدام.. ويجب أن يكون الحوار صريحاً وواضحاً حتي يؤتي ثماره.. ويجب أن يحافظ كل طرف علي ثقته في الطرف الآخر.. ويتحدث بلغة هادئة حتي يتم التوصل إلي كلمة سواء. لو حدث الصدام لا قدر الله لن يخرج طرف منتصر وطرف مهزوم.. ولكن الهزيمة ستكون للجميع.. وستعود البلاد إلي التخبط والانقسام والإنكسار. ويقيني أن المجلس الاستشاري يضم شخصيات محترمة ووطنية ومخلصة لا يمكن أن تسمح لنفسها بلعب أي دور خارج نطاق الديمقراطية.. ولا يمكن أن تشارك في أي التفاف علي إرادة المواطنين. عندما نري علي مائدة المجلس الاستشاري أمثال د.أحمد كمال أبوالمجد والمهندس أبوالعلا ماضي ود.محمد سليم العوا ود.عبدالعزيز حجازي والأستاذ منصور حسن ود.حسن نافعة ود.السيد البدوي يجب أن نطمئن.. ونري الأمور بعين موضوعية.. ونتسابق إلي الحوار وليس إلي الصدام. يكفينا ما ضاع من عمر الثورة في جدل عقيم حول وثائق وضمانات وصراعات جانبية.. لم يعد هناك وقت آخر لنضيعه.. اتركوا الفرصة لحكومة الجنزوري كي تعمل في هدوء.. وأجلوا خلافات تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور حتي يأتي وقتها.. هل هذا كثير؟! إشارات: * الرئيس السوري بشار الأسد أكد في تصريحات صحفية أنه ليس مسئولاً عن قتل المدنيين ولكن رجال الجيش الذين يتولون حماية الأمن والاستقرار.. وأنه لا يمكن أن يقتل شعبه. كل الطغاة يكذبون.. ويعرفون أنهم يكذبون. * لابد أن نفرح جميعاً بفوز البدري فرغلي ومحمد عبدالعليم داود والمستشار الخضيري.. وعقبال محمد أبوعيطة. * السيدة سهي عرفات أرملة الزعيم الراحل ياسر عرفات ظهرت في مهرجان دبي السينمائي لكي تتحدث عن أسرار زوجها.. شكل جديد من أشكال زواج السياسة بالفن.