رغم الامكانيات المادية والاقتصادية داخل مدينة العاشر من رمضان. بما تحتويه من صروح صناعية ومبان سكنية متميزة إلا انه لاتزال عقدة بركة الأكسدة تهدد الصحة العامة للمواطنين بروائحها الكريهة التي تمتد إلي المنازل وتنتشر بالطرق السريعة.. كما أن مياه البرك أتلفت الأراضي وأتت علي مزارع شباب الخريجين وتسببت المواد السامة في اتلاف المحاصيل بالأراضي المجاورة. كان الغرض من انشاء البرك هو استقبال صرف المصانع والصرف الصحي للسكان.. وتصادف وجودها بجوار مزارع الشباب وامتدت إلي مشروع "ابني بيتك". ولم تفلح السواتر الترابية التي أقامها جهاز المدينة لفصل البرك التي تحتوي علي أكثر من 35 ألف عنصر كيماوي ناتج من اختلاط مياه الصرف الصناعي والصحي معاً. فأدي ذلك إلي تكوين تلك العناصر السامة التي تضر المواطنين اضراراً بالغاً. ومع ذلك لم يتعظ بعض أصحاب النفوس المريضة من استغلال هذه المياه ويقومون بوضع زريعة أسماك ويقومون بصيدها بعد فترة لبيعها في الأسواق. قال حسام الشيخ "مهندس زراعي": إن انتشار الأملاح والعناصر الضارة كالرصاص والزنك ببرك الأكسدة تسبب في إصابة جذور الأشجار والمحاصيل بالشلل. كالبرتقال والموز والزيتون. وأدت إلي اتلاف المجموع الجذري والثمري لأغلب المحاصيل والنباتات التي تكون ثمرتها تحت التربة مثل البطاطس والبصل بسبب احتوائها علي المواد الضارة والتي أدت إلي شلل نمو المحاصيل. وارتفاع منسوب المياه الجوفية التي كان لها دور في تفتيت طبقات الأرض وجعلها غير صالحة للزراعة. إضافة إلي انتشار الحشرات الضارة مثل الباعوض والناموس التي حرمت أصحاب المزارع من الحياة في هذه المزارع وأصبحت برك الأكسدة كابوساً يلتهم أحلام شباب الخريجين. يقول حمادة صقر: إن فصل الشتاء به هدوء نسبي في عدم انتشار روائح برك الأكسدة والمعاناة الحقيقية في الصيف حيث يمتزج الهواء بروائح هذه البرك ولا نستطيع التنفس حتي في منازلنا. وأن المنظر العام لهذه البرك سيئ للغاية فهي عبارة عن بحيرات كثيرة تنبعث منها روائح غير مقبولة بسبب اختلاط مياه جميع المصانع بمياه الصرف الصحي. وطالت الأضرار السكان لأنها تؤثر علي الصحة العامة للإنسان. وكل فترة نسمع ان هناك تحركاً واعلاناً عن نقل هذه البرك أو تحويلها إلي بحر البقر. ولكن لا يتم ذلك وانضم إلي المتضررين من هذه المشكلة أصحاب مشروع ابني بيتك لأنه ملاصق للبرك بالإضافة إلي المنطقة الصناعية B4 فهم يعانون معاناة شديدة. يشير سمير محمود إلي أن وجود برك الأكسدة بجوار المناطق السكنية تسبب في الاضرار العمدي للمواطنين. كذلك تسبب في دمار بعض الزراعات إضافة إلي استغلالها كمزارع حيث ضبط أكثر من مرة أسماك معدة للبيع تم اصطيادها من هذه البرك القاتلة. فيجب إيجاد حلول سريعة لأننا سمعنا قرارًا عن تحويل البرك إلي بحر البقر ولم يتم ذلك وعلي المسئولين التحرك لانقاذنا من خطورة العناصر الضارة التي تحتويها برك الأكسدة وتسبب ضرر المواطنين. أضاف عبداللطيف الشيخ -خبير كيميائي- أن الحل الأمثل لهذه البرك هو قيام كل مصنع بمعالجة مخلفاته لمعرفته بالمواد التي تحتويها مياه الصرف الخاصة به. أو يتم تقسيم المصانع إلي مجموعات وكل مجموعة تنشيء محطة للمعالجة وتقوم الجهات الرقابية بمتابعة عملية المعالجة للتأكد من اجرائها بشكل صحيح وزيادة المساحات المنزرعة بغابات الأشجار لامتصاصها مياه برك الأكسدة.