تحفة جديدة يقدمها الفنان السفير "يسري القويضي" بعد ثمانية كتب تؤكد دأبه علي البحث والتدقيق لاحياء ذاكرة الأمة في مجال الفنون الجميلة فيعيد اكتشاف فنانين هواة أو رسامين بالفطرة ولم يحظوا بالمكانة التي كانوا يعملون من أجل تحقيقها وقد تجاهلتهم الأجيال التالية فقام السفير يسري القويضي بإعادة تسليط الأضواء عليهم مثل لبيب تادرس "المولود عام 1894 والمتوفي عام 1943" ثم محمد ناجي "المولود عام 1888 والمتوفي عام 1956" والتحفة الجديدة هي عن الفنان سند بسطا "المولود عام 1903 والمتوفي عام 1964". مؤلف هذا الكتاب صحح لي تاريخ ميلاد سند بسطا الذي وضعته في موسوعتي عن الحركة الفنية المصرية ومرجعي كان معارض الفنان في جمعية محبي الفنون الجميلة إحياء لذكراه وهي تذكر انه مولود عام 1908 بدلا من الميلاد الحقيقي له عام .1903 مارس الفن عن هواية شأنه في ذلك شأن محمود سعيد ومحمد ناجي اللذين درسا القانون ولكنهما عشقا الفن وضحيا بموقعيهما الوظيفي من أجل حبهما للرسم. ولوحات سند بسطا ذات ملامح مصرية صميمة وقد تخصص في رسم الوجوه التي تحس فيها دفئاً وحرارة متدفقة مشحونة بتعبيرات صامتة ونظرات نفاذة وقد أجاد التوفيق بين الوجوه التي يرسمها والخلفية حيث تظهر المشاهد الطبيعية مثل زرقة السماء وخضرة الحقول.. وهكذا لم يفصل الإنسان عن بيئته التي يعيش فيها. درس الحقوق وتخرج عام 1930 واشتغل بالمحاماه حتي عام 1936 حيث عين في السلك الدبلوماسي في سفارة مصر بواشنطن واستقال عام 1938 ليتفرغ للرسم الذي مارسه منذ الصغر تلقي تعاليمه الفنية علي أيدي أساتذة في الفن بمراسمهم الخاصة في مصر ولندن وباريس وقد عرض لوحاته في صالون القاهرة عام 1934 كما أقام أول معرض خاص لأعماله عام 1938 بقاعة الكونتننتال بالقاهرة ودعا للاشتراك بلوحاته في معرض مصر فرنسا الذي أقيم بقاعة "مرسان" بمتحف اللوفر في باريس عام 1949 ونشرت له مجلة "الاستوديو" العالمية في عددها الصادر في اغسطس عام 1939 مقالاً عن "الفن المصري المعاصر" مع عدة صور للوحاته وفي عام 1949 دعا للاشتراك في أول معرض أقامه المجلس البريطاني لخمسة من فناني مصر هم : محمود سعيد- ناجي- يوسف كامل-والفنانة دور خياط كما اشترك بأعماله في معرض البينالي في فينيسيا أعوام 1952.1954.1956 ومعرض بينالي الإسكندرية عامي 1955.1961 والمعرض الأسيوي الأفريقي عام 1956 وحصل علي شهادة تقدير وقد أقتني بعض لوحاته متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية وثمة نماذج من لوحاته في مجموعات خاصة بالولايات المتحدة وفي إنجلترا وألمانيا والقاهرة. انتخب بالاجماع عام 1954 سكرتيراً عاماً فخرياً لجمعية محبي الفنون الجميلة علي إثر وفاة رئيسها الأسبق محمد محمود خليل "بك" واستمر في إدارة شئونها حتي قدم استقالته عام 1959 كما انتخب عضواً في مجلس إدارة نادي أتيليه القاهرة منذ عام 1958 حتي أوائل عام 1964 وكان عضواً بنادي الفن في لندن سنة 1961 كما انتخب عضواً في اللجنة القومية لهيئة الفنون الجميلة عام 1955 وسافر علي رأس الوفد الذي مثل مصر في المؤتمر الدولي الثاني للفنون الجميلة التابع لليونسكو الذي انعقد في يوغوسلافيا عام .1957