استخدم الفنانان عصمت داوستاشي والسفير يسري القويضي بعضا من عناصر الطبيعة المهملة، التي عادة ما يلقي بها الناس في سلة المهملات، أو يتركونها في مخزن مهجور -باعتبارها غير ذات نفع أو أهمية- في إقامة معرض مشترك في قاعة "اكسترا" بالزمالك، يستمر حتي 21 أكتوبر الجاري. وعن فكرة المعرض قال الفنان عصمت داوستاشي: في ظل حالة النمطية التي سادت المناخ الذي نعيشه حاليا، لدرجة أصبحت هناك سوق تجارية للفن، هبطت بمستوي عدد كبير من المبدعين، وتواري حس التجريب والتجديد، فكرت أنا والسفير يسري القويضي في كسر حالة الرتابة تلك، وإقامة معرض لعله يثير رغبة في التجديد والتجريب، ولا أدعي أن هذه الفكرة جديدة بالنسبة لي، لأنني طوال حياتي أستخدم الخامات غير التقليدية في أعمالي. وأكمل: هذا المعرض يعتبر بسيطا بالنسبة للمعارض التي أقمتها سابقا، كما أن الفنان يسري له تجربة عريضة هو الآخر في استخدام الخامات غير التقليدية في لوحات مجسمة سواء بالورق أو البلاستيكات أو الخامات الأخري، والمشكلة اليوم أنه كيف يمكن أن يري الجمهور هذه الأعمال بعد أن تعود علي رؤية اللوحات الفنية التقليدية، لأن هذا الاتجاه ما بين التقليدي وما بعد الحداثة، كما أنه يجمع بين اللوحة المعلقة واستخدام خامات غير تقليدية، بجرأة، فنحن نريد أن نقدم رؤية مثيرة للجدل والخيال. ومن جانبه قال الفنان يسري القويضي: تلك الأشياء التي يراها الكثيرون عديمة الفائدة والقيمة لها في واقع الأمر قيمتان: إحداهما قيمة مادية، تتمثل في تدويرها في أوجه إنتاجية أخري وإعادة تصنيعها، أما القيمة الأخري فهي القيمة الجمالية التي يبصرها الفنان ويدركها، فيعيد تقديمها من جديد، بعد تسليط الانتباه علي جوانب عادة ما نكون غافلين عنها، لانشغالنا بأمور الحياة وهمومها. وأضاف: أقمنا هذا المعرض تحية وتقديرًا للفنان الدكتور مينا صاروفيم رائد الواقعية الجديدة في مصر، الذي يمارس هذا الاتجاه منذ السبعينيات، ولا يسعي وراء الأضواء. وعن سبب اشتراكه مع الفنان الكبير داوستاشي قال: نقطة الاتصال بيني وبين داوستاشي هي أنه دائم التجريب، كما أنني أهوي التجارب، فأنا لا أحب التقيد باتجاه واحد، لأن الحياة تتغير من لحظة إلي أخري، والتجربة تفتح لنا آفاقًا جديدة، كما أنني والفنان داوستاشي نهوي جمع الأشياء، ونستغل هذه الأشياء في لوحاتنا، فنحن نجمع خامات من البيئة لنعيد بنائها في صورة فن، ولإيماننا أن الفن لصيق بالحياة، نأخذ خاماتنا من الحياة، حيث استغنينا عن الألوان الزيتية والفرشاة والتوال، واستخدمنا أغطية الزجاجات، وعلب الكرتون، والدبابيس، وشنابر النظارات القديمة، والساعات، وأي شيء يستغني عنه الناس، لنقدمه في عمل فني، يتعاطف معه لأنه يستخدم عناصره، فانا أريد أن أقول للمتلقي إنه ليس لكل شيء إجابة أو معني واحد، فالإنسان لابد أن يزيد من دائرة الاتصال بينه وبين المحيط من حوله، فنحن نريد أن نعطي له أكثر من بعد كي يستمتع بالفن ويزداد تذوقه له.