فيما يشبه حرباً نفسية. سرت شائعة الليلة الماضية في ميدان التحرير. باختطاف اطباء من المستشفيات الميدانية. مما أثار حالة من الفزع والرعب بين المعتصمين. وسارع مسئولو المستشفيات بتكذيب الشائعة. فيما اشتدت حرب الشوارع بين المتظاهرين وقوات الشرطة في شارع محمد محمود أسفرت عن مئات المصابين. وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين قد توافدوا علي ميدان التحرير وانضموا إلي المعتصمين لعدم استجابة المجلس العسكري لمطالبهم وأهمها تسليم مقاليد الحكم لسلطة مدنية منتخبة من الشعب رافضين ماجاء في بيان المشير. كما أقيم في الميدان العديد من المستشفيات الميدانية المزودة بكافة الأدوية ومواد الاسعافات الأولية وبعض الأجهزة الطبية البسيطة نظراً لتزايد اعداد المصابين في الاشتباكات مع الشرطة. قال د. عماد عبدالغفور "رئيس حزب النور" إن الأمر بالميدان أصبح خطيراً جداً نظراً لوقوع الكثير من حالات القتل والاصابات المختلفة نتيجة لاشتباكات الشرطة مع المتظاهرين. أشار إلي أن المخرج الوحيد من الأزمة تفعيل خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها أثناء اجتماع المجلس العسكري مع القوي السياسية. أضاف أن أهم بنود خارطة الطريق هي تشكيل حكومة انقاذ وطني واجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها والالتزام بتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب في موعد أقصاه الثلاثين من شهر يونيه المقبل والاعتذار الرسمي للشعب المصري عما بلغ من تجاوزات ضده من قبل الشرطة المدنية والعسكرية والالتزام بعلاج كافة المصابين وتعويض أسر الضحايا والافراج الفوري عن جميع المعتقلين علي خلفية أحداث 19 نوفمبر بالإضافة إلي كفالة حق التظاهر السلمي بميدان التحرير وباقي الميادين العامة بالجمهورية. نفي الشيخ جمال صابر مسئول المستشفي الميداني المركزي الشائعة التي سرت باختطاف أطباء من المستشفيات الميدانية. مؤكداً أن مسئولي المستشفيات سارعوا بتكذيب الشائعة وطمأنت المعتصمين بعد أن أصيبوا بحالة من الفزع والرعب. قال انه يساعد في اقامة المستشفيات الميدانية فضلاً عن توزيع الأغذية والأطعمة المعلبة والعصائر علي المعتصمين. أضاف أن هناك مجموعات كبيرة من الأطباء في جميع التخصصات يقومون بتقسيم ساعات العمل فيما بينهم علي مدار ال 24 ساعة متواصلة لخدمة الجرحي والمصابين بالإضافة إلي توفير كافة الأدوية والعقاقير والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج حالات الإصابة بالميدان التي تتنوع ما بين الاختناق والإغماء والإصابة بطلقات الخرطوش. أشارت نادية أحمد "ربة منزل 50 سنة" من محافظة بني سويف. الميدان لم يشهد أي تحسن فمنذ أكثر من عشرة أشهر علي سقوط المخلوع وهناك مماطلة من المسئولين بالحكومة المستقيلة لبدء الإصلاحات وتنفيذ مطالب الثوار. تساءلت: أين دور المجلس العسكري بصفته المسئول الأول عن الفترة الانتقالية بجميع جوانبها في مواجهة الانفلات الأمني الذي يهدد جميع أفراد الشعب المصري؟ أكد الحسيني أبو المعاطي "قاض" ومحمد العفافي "موظف": لن نرحل قبل رحيل المجلس العسكري والجميع يرفض ماجاء في بيان المشير بإجراء استفتاء شعبي علي بقاء أو رحيل المجلس العسكري لأن المجلس لم يأت بالانتخاب بل جاء بتفويض من قبل الرئيس المخلوع ومن ثم هذا الاقتراح غير منطقي أو قانوني.. قال سامح محمد مخلوف "أحد المصابين بالميدان": انه اصيب بجرح عميق في ساقه اليمني بعد أن سقطت عليها قنبلة مسيلة للدموع بشارع محمد محمود الذي اشتعلت فيه الاشتباكات بين المئات من المتظاهرين وقوات الشرطة المتواجدة هناك. أضاف: أن هناك العديد من حالات الاغماء التي يقوم قائدو الدراجات البخارية بنقلها لأماكن المستشفيات الميدانية.. وناشد المجلس العسكري بإيقاف التعديات السافرة علي المتظاهرين. أكد تامر رشدي ومحمد قاسم ومصطفي محمود "أطباء بالمستشفيات الميدانية" أن العنف ضد المتظاهرين من الشرطة بلغ مداه. طالبوا كافة المستشفيات الحكومية بإمداد المستشفيات الميدانية بالمساعدات الكافية سواء من خلال الأدوية أو المستلزمات الطبية أو بالأطباء. أما عن لجان تأمين الميدان.. فقد أكد محمد محروس وأحمد مجدي ومحمد جاد "أفراد أمن" أن عمليات التفتيش والأمن تتم علي قدم وساق منذ بداية جمعة تسليم السلطة وحماية الديمقراطية وانه لم يتم ضبط أي أشخاص بحوزتهم أسلحة بيضاء أو غير ذلك من الممنوعات سوي شخصين فقط. أضافوا أن كثرة الموتوسيكلات ظاهرة غير مستحسنة داخل الميدان لأنها تساعد علي إشاعة الهرج والمرج بداخله ولكنها من ناحية أخري تساعد في نقل المصابين من شارع محمد محمود إلي المستشفيات الميدانية. أما عن الأجانب وحاملي الجنسيات غير المصرية فيطلب منهم كتابة الاسم ورقم جواز السفر قبل السماح لهم بالدخول حتي يسهل العثور عليهم في حالة حدوث أي مشكلات. وأخيراً وجدنا طفلاً صغيراً لا يتعدي عمره ال 11 عاماً وقد شوهته القنابل المسيلة للدموع التي أحرقت وجهه.