استمرت حالة الكر والفر بين المتظاهرين بميدان التحرير وقوات الأمن في شارع محمد محمود بالقرب من مقر وزارة الداخلية حيث يصر المتظاهرون علي اقتحام وزارة الداخلية وفي المقابل ترد قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع والطلقات الخرطوش والرصاص المطاطي ويقابلهم ثوار التحرير بالحجارة وزجاجات المولوتوف. تحولت جميع المستشفيات الميدانية بالتحرير إلي خلايا من النحل حيث ينتشر المصابون في كل اتجاه والإصابات التي تختلف ما بين حالات اختناق أو حروق أو عدمات وكسور ويقوم أطباء هذه المستشفيات بتحويل الحالات الخطرة والتي يصعب علاجها في الميدان لعدم توافر الإمكانات أو خطورة الإصابة من حيث احتياجها إلي أجهزة أشعة vay في حالات الكسور. أقام عدد كبير من المتظاهرين ممراً طويلاً للمساح للموتوسيكلات بنقل المصابين وتوصيلها إلي العيادة في أسرع وقت. وانتشر داخل المستشفيات الميدانية محلول جديد مضاد للقنابل الميدانية للدموع التي تستخدمها قوات الأمن. أكد أطباء المستشفيات الميدانية ان القنابل التي تقذف بعضها منتهية الصلاحية وأصبح الغاز الموجود بداخلها مسموما والبعض الآخر من القنابل تم خلطها بالأعشاب الحارة مثل الفلفل والشطة والتي تعمل علي زيادة التهاب الوجه واحراقه ونصح أطباء المستشفيات الميدانية جميع المتظاهرين الذين يتعرضون إلي غاز تلك القنابل بعدم استخدام الخل وإنما يستخدمون المحلول الجديد الذي يتكون من مسحوق بيكربونات الصوديوم "ايكو جل" ويتم تخفيفه بالماء ويعمل علي تهدئه الوجه من حروق والتهابات الغاز المسيلة للدموع. قال د.مجدي محمد ود.أشرف عبدالمنعم - من أطباء بمستشفيات الميدان ان القنابل التي تستخدمها قوات الأمن في تفريق المتظاهرين تحتوي علي مادة sr وهي مادة تزيد التهابات وحروق لذلك قمنا بخلط مسحوق بيكربونات الصوديوم. وهو مسحوق قلوي يستخدمه مصابو أمراض المعدة ويكون ايجابيا جديدا مع القنابل المسيلة للدموع القلوية أيضاً. أضافا أطباء المستشفي الميداني يمثلون طاقما طبيا كاملا بجميع تخصصاته حتي يعالجوا جميع الاصابات التي تتمثل في حالات اختناق بسبب الغاز وحروق وكسور وكدمات نتجة الضرب بالشوم من قوات الأمن للمتظاهرين. يشير د.أحمد حنفي إلي أن حالات الإصابة التي وصلت المستشفي الميداني بلغت أكثر من 300 حالة ويتم علاجها فوراً باستخدام محاليل التطهير والمسكنات والقطن والشاش وهي احتياجات دائمة للمستشفي الميداني موضحاً إلي أن جميع المستشفيات التي تقع في محيط ميدان التحرير "المنيرة والهلال وقصر العيني" كلها جاهزة وعلي أتم الاستعداد لاستقبال الحالات التي يعجز المستشفي الميداني في علاجها. قال إبراهيم عجاج - عضو مجلس أمناء الثورة وحاصل علي ماجيستير صحة رياضية ان الكثير من المتظاهرين قاموا بجمع القمامة من شوارع التحرير وجمع مخلفات الاعتصام للاستعداد لوضعها بشارع محمد محمود حتي تمثل حاجزا بين قوات الأمن والمتظاهرين وذلك منذ صلاة فجر والتي حثهم فيها مظهر شاهين امام مسجد عمركرم وخطيب الثورة علي ضرورة ان يبقي الاعتصام سلمياً دون أي اعمال عنف ولكننا نتمسك بمطلبنا. الوحيد في ذلك الوقت بتشكيل حكومة انقاذ وطني بدلاً من حكومة د.شرف التي خرجت من الميدان واضرب به. مشيراً إلي أن شباب الثورة الحقيقيين قاموا بمسح أرقام هواتفهم من علي لافتات الميدان حتي لا يتهمهم أحد بالتسلق وركوب الموجة وكذلك من علي لافتة المطالب وهي مجلس رئاسي مدني في وسط الميدان. عقب صلاة العصر واحتشد آلاف المتظاهرون في وسط الميدان ونظموا مسيرة وظلوا يهتفون "احنا الشعب الخط الأحمر".. ايوة بنهتف ضد العسكر" في الوقت الذي صاحت فيه إحدي السيدات في وجوه المتظاهرين للتوجه إلي شارع محمد محمود موقع الاشتباكات ومساندة زملائهم الذين تعبوا كثيراً بسبب غازات القنابل التي أصبحت لاتسيل الدموع فقط وانما تصيب بشلل لبعض الوقت وحروق متعددة ووجه المتظاهرون السباب الي مندوبي التليفزيون المصري الذي يواصل وصفهم بالبلطجية ولم يكتف بممارساته خلال أحداث 25 يناير ويسير علي نفس الطريق وطالبوا بإقالة أسامة هيكل وزير الإعلام ومنصور عيسوي وزير الداخلية. علي الجانب الآخر.. نشطت محلات الأمن الصناعي وشهدت رواجا غير مسبوق في بيع الكمامات التي تقي من غازات القنابل المسيلة للدموع وأكد مجموعة من الشباب المعتصم بالميدان ان هناك شركة لبيع منتجات الأمن الصناعي كانت قد حضرت الي ميدان التحرير وقامت ببيع هذه الكمامات الجديدة التي تستخدم لفترات طويلة وبدأت أسعارها ب 10 جنيهات للواحدة وكلما قلت اعداد الكمامات الموجودة ارتفع ثمنها بينها روج بعض الشباب إلي بعض محلات الأمن الصناعي الموجودة في ميدان العتبة في الإشارة إلي وجود كمامات متطورة وحديثة تقي من الغازات وتحمي العين ايضا وتصل اثمانها من 15 إلي 400 جنيه. اكتشفت "المساء" عن وجود مصنع لزجاجات المولوتوف حيث قام مجموعة من "الثوار" بتجميع العشرات من صناديق المشروبات الغازية وتكسير بعضها لوضعه في الزجاجات مع قبل من البنزين حتي تكون جاهزة للمواجهات.