اطباء المستشفى الميدانى اثناء اسعاف احد المصابين وسط اشتباكات الأمن والمتظاهرين بميدان التحرير وسقوط مئات المصابين والضحايا.. تلاحظ علي الفور أصحاب البالطو الأبيض.. أكثر من 003 طبيب يشكلون 51 مستشفي ميدانياً تغطي كل أنحاء ميدان التحرير وشوارعه ومداخله الرئيسية في ملحمة إعادة الروح للمتظاهرين المصابين. عشرات المصابين يتساقطون كل دقيقة إما من الاختناق بالغاز أو طلقات الخرطوش والمطاطي ليحملهم زملاؤهم وينطلقوا علي الدراجات البخارية يسيرون في ممرات بشرية أقامها الثوار وسط الميدان لتسهيل الوصول إلي أقرب نقطة لأي مستشفي ميداني لتلقي العلاج فوراً ليتلقاه الأطباء بسرعة وخفة وتبدأ عملية الإسعافات الأولية برش أدوية ترطيب البشرة علي وجه المصاب ووضع بخاخات الربو في فمهم لإنعاش الرئة التي امتلأت بالدخان المسيل للدموع. وفي الجزيرة الوسطي للميدان توجد أكبر نقاط المستشفي الميداني والتي تحتوي علي غرفة خاصة للجراحة بها أطباء وطلاب كليات طب لم يتخرجوا بعد.. تطوعوا بالنزول في الميدان فإذا كان الهتاف لغة المتظاهرين فالأطباء يعرفون دورهم وهو علاج المصابين، داخل أي مستشفي ميداني تجد العمل مثل خلية النحل حركة مستمرة بلا توقف وبخاخات المستحضرات الطبية في أيديهم جميعاً وأهمها مستحضر دواء »الأبيكوجيل« المضاد للحموضة مخلوطاً بالخميرة لتهدئة الجلد الذي يصاب بالتهابات شديدة من القنابل المسيلة للدموع بالإضافة للخل الذي يستنشقه المتظاهرون لحمايتهم من آثار غاز المسيل علي الرئة والذي يتسبب في سعال شديد وعدم قدرة علي التنفس. يقول الدكتور محمد عبدالوهاب أحد أطباء المستشفي الميداني إنهم قدموا العلاج لأكثر من 0002 مصاب بالميدان وغالبيتهم مصابون بالاختناق وعدم القدرة علي الرؤية أو الإغماء من الغاز المسيل للدموع أو الإصابة بطلقات خرطوش ورصاص مطاطي منهم 7 حالات فقدوا إحدي عينيهم حيث جاءتهم الإصابة في العين مباشرة. ويؤكد عاطف أحمد طالب بكلية طب القاهرة أن شباب الأطباء وطلبة كليات الطب تطوعوا فوراً وقرروا المشاركة في المظاهرات بالتحرير عن طريق القيام بواجبهم في تقديم العلاج للمصابين وجلبوا معهم كميات كبيرة من المستلزمات الطبية لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين. وأضاف أنه منذ اليوم الأول للاشتباكات وبداية عمل المستشفيات الميدانية توافدت علينا كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج المصابين وهو ما يؤكد أن الشعب المصري يظهر معدنه الأصيل وقت المحن. ويقول طارق عبدالفتاح أحد أطباء المستشفي الميداني إن الغاز الذي أطلق علي المتظاهرين في اليومين الأخيرين تختلف أعراضه عن الأيام السابقة حيث وضح علي المصابين حالات تشنج عصبي شديدة وهو ما يؤكد أن قوات الأمن استخدمت غازاً مثيراً للأعصاب وليس غازاً مسيلاً للدموع وهو ما أدي إلي إصابة بعض الأطباء بالإغماء من غاز الدموع وتحولوا إلي مصابين وتلقوا العلاج من بعض زملائهم. وأضاف أن غرفة العمليات الموجودة بالميدان في الحديقة الوسطي تقدم خدمة إجراء الجراحات الصغيرة بتضميد الجروح وإجراء خياطة للجرح إذا لزم الأمر. وأكد أن الكمامات المزودة بفلتر والتي تباع في الميدان ب51 جنيهاً للواحدة هي كمامات رديئة الصنع ومصدرها الصين فالفلتر الموجود بها لا يفعل شيئاً ولا يحمي المتظاهرين من آثار الغاز المسيل للدموع.