ثلاث ليال من الصمود.. وأربعة أيام من المواجهات، تضاعفت خلالها أعداد شهداء ومصابى «مباراة التحرير»، ليزداد المتظاهرون عددا وعزيمة.. وتزداد الأجهزة الأمنية إصرارا على الوصول بالمواجهة إلى «نقطة اللا عودة». بعد منتصف ليل أمس الأول، وبعد مواجهات عديدة بين المتظاهرين وقوات الأمن فى محيط ميدان التحرير ووزارة الداخلية، وسقوط نحو 10 شهداء جدد، شنت قوات الأمن المركزى هجوما عنيفا على المستشفى الميدانى بميدان التحرير، والذى أمطرته بوابل من القنابل المسيلة للدموع، لتتسبب فى اختناق المصابين والأطباء القائمين على علاجهم.
أحمد هانى، أحد أطباء المستشفى الميدان بالتحرير قال ل«الشروق» إنه «بعد الهجوم العنيف الذى شنته قوات الأمن على المستشفى الميدانى، اضطر الأطباء والمتظاهرون إلى نقل المستشفى إلى الساحة المجاورة لمسجد عمر مكرم، وذلك حتى يتمكنوا من إسعاف المصابين».
وأضاف: «أصيب معظم فريق العمل بالمستشفى الميدانى بحالات اختناق نتيجة القنابل المسيلة للدموع، بالإضافة إلى إصابة العشرات من المتظاهرين بإصابات بالغة ومتفرقة بالجسم نتيجة طلقات الخرطوش والتى استخدمتها قوات الأمن فى مواجهتهم».
وبعد الهجوم العنيف الذى شنته قوات الأمن على المتظاهرين والمستشفى الميدانى، وقعت اشتباكات طاحنة فى شارعى محمد محمود والتحرير، أسفرت عن إصابة المئات من المتظاهرين، ومقتل أكثر من 10، الأمر الذى أغضب المتظاهرين ودفعهم إلى مطاردة قوات الأمن حتى وزارة الداخلية.
وبعد منتصف الليل وصل إلى ميدان التحرير، الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وقد التف حوله عدد كبير من المتظاهرين خاصة أعضاء التيار السلفى الموجودين بالميدان.
وطالب أبو إسماعيل المتظاهرين بعدم الاقتراب من وزارة الداخلية أو شارع محمد محمود، وطالبهم بالاتصال بمن يعرفونهم ليحثوهم على النزول إلى الميدان للمشاركة فى الاعتصام، مشيرا إلى أن أهل المحافظات «ليسوا أقل من أهل القاهرة فى ذلك، ويجب أن ينزلوا إلى الشارع ليشاركوا فى هذا الاعتصام.. وعلى المجلس العسكرى اتخاذ قرار رسمى بتسليم السلطة لمدنين فى أول مايو 2012 المقبل».
وانضم إلى الاعتصام بعد منتصف الليل العشرات من باحثى أصول الدين بالأزهر الشريف إلى التحرير، والذين أعلنوا تضامنهم مع المعتصمين، «حتى يستجيب المجلس العسكرى لمطالبهم، وعلى رأسها، تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة»، رافعين لافتات كتبوا عليها « الأزهر يقرر إنهاء حكم العسكر».
وشكل الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، وعدد من المتظاهرين وفدا للاتفاق مع قوات الأمن على وقف الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، ووضع حدود لكل طرف منهما لا يتجاوزها.
وبعد الهدنة التى توصل إليها شاهين، عاد المتظاهرون إلى وسط الميدان.. وشكلت اللجان الشعبية دروعا بشرية على مداخل الميدان من جهة شارع محمد محمود، ووضعوا عددا من الحواجز الأمنية على مدخله كإجراء تأمينى، لتسود حالة من الهدوء، إلا أن قوات الأمن عادت وهاجمت المتظاهرين من جديد من شارع محمد محمود، لتتجدد المواجهات بين الجانبين.
وطافت الميدان مسيرات ردد المتظاهرون خلالها هتافات ضد المجلس العسكرى من بينها «الشعب يريد إسقاط المشير»، و«يسقط.. يسقط حكم العسكر»، و«قول ما تخافشى.. المجلس لازم يمشى».