أيام وليالي عيد الأضحي المبارك كانت بمثابة اختبار حقيقي لقوة الأحزاب والمستقلين علي حد سواء..ومن يتابع تحركات حزب الحرية والعدالة ثم يليه حزب النور بمسافة أبعد قليلاً نجد أن الحزب الإخواني استفاد وبقوة من الخطط التنظيمية للحزب الوطني وقام بتنفيذها بجودة عالية دعمها التنظيم الجيد والولاء والطاعة بين أعضاء الحزب عكس الحزب المنحل الذي كان يضع خططاً لا يجد من ينفذها.. ونعود لاختبار عيد الأضحي ولنبدأ بالأحزاب الأضعف لأن تناول ما قام به الإخوان علي وجه التحديد قد يحتل المساحة الأكبر.. فالأحزاب السياسية القديم منها والحديث والائتلافات الشبابية لم تتمكن من استغلال الأعداد الكبيرة التي تواجدت بالشارع السكندري فحزب "المصريين الأحرار" يعاني من حالة انسحاب بين أعضائه كانت فضيحتها مدوية رابع أيام العيد ولا يوجد له دعاية تذكر إلا من خلال "وليد الطحان" ثاني القائمة بالمنتزه وباقي القائمة لا يعلم أحد عنها شيئاً.. وحزب "المحافظين" بلا تواجد يذكر علي الساحة الانتخابية ولا أحد يعلم أين يتواجد مرشحوه من الأساس وكذلك الحال بالنسبة لحزب "المواطن المصري" الذي بلا لافتات تذكر في الشارع وبعض مرشحيه اكتفوا بالتواجد للصلاة بالقرب من منازلهم .. أما حزب مصر القومي فبالرغم من تنظيمه لساحة صلاة بالقرب من نادي الاتحاد وتوزيع الهدايا إلا أن اختفاء رأس القائمة كان مثاراً للتساؤل .. أما الأحزاب الجديدة وائتلافات الشباب فاعتمدت علي توزيع أوراق دعائية أو تحذيرية من الفلول.. والطبيعي أن الناخب يخرج يوم العيد للبحث عن الهدايا ولا يهتم بالأوراق لكثرتها وهو ما وفره الإخوان والسلف.. فهناك أحزاب استغلت الانتخابات للحصول علي تمويلات أجنبية لدورات تدريبية حول تغطية الانتخابات إعلامياً أو مراقبتها وغيره أو لإصدار صحف إقليمية تساهم في الحصول علي التمويل والحصيلة النهائية للحزب نفسه وقوائمه فهي "صفر" لأن أبناء الثغر لم يعد لديهم القدرة علي حفظ الأحزاب أو التحالفات حتي "حزب الوفد" أقدم أحزاب الإسكندرية فتواجده كان فضيحة بتوزيعه مباديء الحزب علي المواطنين والدعوة لدولة مدنية واختفي "الأحرار" و"التجمع" و"السلام الديمقراطي" وغيره.. واكتفي بعض المرشحين بتوزيع صورهم كدعاية شخصية لهم. ونعود لنتناول ما قام به "حزب الحرية والعدالة" الجناح السياسي للإخوان المسلمين من استعراض قوي لأنه يعلم أنه لا منافس له في الإسكندرية سوي "حزب النور" وهو له نصيبه من القوائم وبوجهه العموم فإن اختبار عيد الأضحي فشلت فيه الأحزاب بجدارة في جذب الناخبين إليها سواء للمقاعد الفردية أو القائمة بينما المستقلون اكتفوا بالدعاية بمناطق سكنهم.. ونجح مع مرتبة الشرف التنظيم المتقن لحزب الحرية والعدالة وحزب النور.. أما حزب الوسط فلم يشعر به أحد حتي الآن.. وإن لم يكثف جهوده في الأيام المقبلة فإنه سيكون خارج منافسة التيار الديني.