شهدت ساحات صلاة العيد بالإسكندرية حالة من التنافس بين الجماعة السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين وأكد أول أيام عيد الاضحي المبارك ان الصراع علي مقاعد مجلس الشعب ماهو إلا بين حزب الحرية والعدالة وحزب النور وباقي الاحزاب يكفيها التمثيل المشرف. ساحات الصلاة التي سيطرت عليها جماعة الإخوان كانت لغة الخطابة فيها تعتمد علي السياسة بالدرجة الأولي والعكس للجماعة السلفية التي سيطرت الغيرة الدينية والقواعد الإسلامية عليها وكانت القوي موزعة بين الجماعتين بين أماكن اكتسحها السلف مثل مدخل شاطئ النخيل بالدخيلة وساحة شارع الفرز بكرموز وأماكن أخري للإخوان مثل مينا البصل وساحة مسجد القائد إبراهيم بينما قسمت المنتزه والرمل بين القوتين. وقد قام مرشحي حزب الحرية والعدالة بتوزيع انفسهم علي الأماكن الرئيسية التي تخدم قوائهم الانتخابية "فصبحي صالح" كان لأول مرة بمسجد سيدي جابر تاركاً ساحته المعتادة كل عيد "بأبوسليمان" بالرمل للمستشار "محمود الخضيري" والمحمدي سيد أحمد والقيادة الإخواني "محمد عبدالمنعم" بساحة سان استيفانو و"مصطفي محمد" بالمنتزه و"صابر أبوالفتوح" بباب شرق وهكذا. أما الجماعة السلفية فقد لوحظ غياب القيادات السلفية المعروفين مثل الشيخ "ياسر البرهامي" و"أحمد فريد" لسفرهما لأداء فريضة الحج كما غاب بعض مرشحي القوائم السلفية أيضا وبالرغم من ذلك تواجد القيادات السلفية المعروفة مثل "نادر بكار" بكامب شيزار والشيخ "عبدالمنعم الشحات" بميدان الساعة بالمنتزه والشيخ "أحمد خليل عبدالعزيز" بالدخيلة والشيخ "أحمد السيسي" بكرموز. ونأتي إلي خطبة صلاة العيد والتي تباينت من شخص لآخر "فالشيخ المحلاوي" عاد لمسجد القائد إبراهيم ومعه جماعة الإخوان التي قامت بتنظيم الصلاة لأول مرة كما قامت جماعة الإخوان بتخصيص مكان للصم والبكم لشرح خطبة العيد للمحلاوي بالاشارة وطالب الشيخ "المحلاوي" المصريين بالمحافظة علي ثورتهم وان يضحوا من أجلها من أجل "عودة الخلافة الإسلامية" وقام بالدعاء لنجاح الانتخابات البرلمانية أما "صبحي صالح" فقد أكد ان عز الإسلام وحكمه قادمان ودلل علي ذلك بنجاح "حزب نهضة" بتونس ونصر "حماس" الساحق في قضية الرهائن مع إسرائيل وإعلان مجلس ليبيا الانتقالي ان الشريعة الإسلامية هي مرجع الأمة. أما الجماعة السلفية فقد حرصت علي الخطاب الديني حيث تحدث "عبدالمنعم الشحات" عن فضائل يوم عرفة وأهمية الرجوع لشرع الله وان الانسان عبدالله وليس لشيخ أو لكاهن كما أكد"نادر بكار" "عضو الهيئة العليا للسلف" ان الربا يضر بالفرد المقترض وتحدث باستفاضة عن الربا بالفوائد. وبعيداً عن الخطب الدينية نأتي للدعاية الانتخابية حيث شهدت جميع الساحات والزوايا والمساجد دعاية انتخابية كلا حسب موقعة وعدد المصلين والدائرة التي يتبعها وبالطبع كان مرشحو الاحزاب مستقلين أو قوائم حزبية يصلون في الأماكن القريبة من منازلهم منعاً للتنافس مع القوتين علي الساحة سواء السلف أو الإخوان. حرص الإخوان علي توزيع كتيب بعنوان "عهد" وبه تعهداتهم الانتخابية بينما قام "السلف" بتوزيع بيانات انتخابية تدعو لاختيار المرشح الأفضل الأمين علي الدين وان صياغة الدستور ستعاد بواسطة من يتم انتخابهم والذين سيعيدون بدورهم للبلاد هويتها الإسلامية والعربية. قامت الاحزاب بوجه العموم بتوزيع قوائمها وبرنامجها "فالوفد" وزع بياناً حول رؤية الحزب الاقتصادية وان مصر دولة مدنية وحزب الإصلاح والتنمية وزع بوسترات بقوائم الحزب الانتخابية و"حزب المصريين الاحرار" وزع هدايا تحمل شعاره علي الأطفال وتحمل اسم "الكتلة المصرية" بدائرة محرم بك والعطارين والمنتزه ومينا البصل وكذلك الحال بالنسبة لحزب "مصر القومي" و"المحافظين" و"الاتحاد" وغيرهم وأيضا حركة "6 ابريل" علي توزيع هدايا عينية للأطفال بساحات الصلاة المختلفة. كما تم توزيع بوسترات ليس لها علاقة بالانتخابات تدعو لإلغاء محاكمةالمدنيين أمام المحاكم العسكرية كما قام الإخوان بتنظيم عرض مسرحي للأطفال في أعقاب الصلاة بمسجد القائد إبراهيم. المفاجأة الحقيقية كانت بقيام "حزب النور" بتوزيع قوائم دعائية لمرشحيه حجبوا فيها صور "المرشحات السيدات" من القائمة بوضع شعار حزب النور بدلاً من صوره وهما الدكتورة "حنان علام" ومرفت فهمي وأكد "نادر بكار" المتحدث الرسمي باسم حزب النور ان هذا الموقف هو اختيار شخصي من المرشحات وان التعرف عليهن سيتم من خلال المؤتمرات وليس الصور. أما عن توزيع اللحوم من المرشحين فأصحاب النسبة الأكبر في عملية توزيع اللحوم كانت بالرمل والمنتزه وسيد جابر وقام المرشحون بوضع اللحوم في أكياس تحمل أسماءهم ورمزهم الانتخابية. وبشكل عام فقد تميز عيد الاضحي هذا العام بصبغة سياسية فمنذ أداء صلاة العيد ولا حديث في الثغر إلا عن خطباء السلف والإخوان ممن قاموا بالتمهيد في خطبهم للانتخابات القادمة حيث تحولت أغلب خطب العيد لخطاب سياسي يخدم أفكار واتجاهات صاحبه وذلك علي حد سواء في مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل بحضور الشيخ المحلاوي أو في المناطق الشعبية والتي خطب فيها أغلب المرشحين من رموز الإخوان المسلمين والدعوة السلفية. وقد امتاز أول أيام العيد بالعديد من أساليب الدعايةالانتخابية لحزبي النور والحرية والعدالة حيث انتشر توزيع أوراق الدعاية للمرشحي علي القوائم والفردي بمصليات العيد واستمرت حتي الليلة الماضية في مناطق التجمع الرئيسية كميدان سعد زغلول بمحطة الرمل وحدائق المنشية وقام بعض الشباب بتوزيع قوائم بأسماء المرشحين في الانتخابات وضرورة ان يدلي الفرد بصوته وضوابط اختيار عضو مجلس الشعب التي تمثلت في ان يكون أميناً علي الدين وشهدت شوارع الإسكندرية دعاية لجماعة الإخوان المسلمين بشعارها "الإسلام هو الحل" إلي جانب ملصقات الدعاية الانتخابية لحزب الحرية والعدالة بشعارها "نحمل الخير لمصر" لينقضي أول أيام العيد وسط احتدام المعركة الانتخابية.