أخطأ النادى الأهلى كثيرًا فى سنوات سابقة لما بخل على بعض من ناشئيه الموهوبين بفرص الاحتراف الخارجى. صحيح أن الأهلى هو أكثر نادٍ فى مصر منح للاعبيه فرص اللعب لأندية أوروبية، لكن فى المقابل كانت هناك فرص ضائعة كثيرة أهدرنا معها الكثير من المواهب، بعضها تلاشى واختفى.. واعتزل مبكرًا. الأهلى أكبر أندية الشرق الأوسط والأكثر حصولًا على بطولات فى كرة القدم على مستوى العالم كله عليه دور مهم يجب أن يؤديه فى تطوير الكرة المصرية ورفع كفاءة منتجها الشاب سواء للاستفادة منه للفريق الأول أو للاحتراف بالخارج ولكن كيف يمكن التوفيق بين الاتجاهين المتضادين: تدعيم الفريق الأول بلاعبين صاعدين مميزين وفتح الباب للاحتراف الخارجى؟. الأمر يبدو متصادمًا، لكن فقر القاعدة هو ما يفرض هذا التضاد. لو عملنا على زيادة الإنتاج ورفع مستوى الجودة لتوفر لنا من اللاعبين المميزين ما يكفى لدعم الفريق الأول والانتقال للأسواق الخارجية. مصيبتنا فى فقر القاعدة.. وفقر الفكر.. وأيضًا فكر الفقر!!. ما ينطبق على الأهلى يمكن قوله عن الزمالك وغيره من الأندية خاصة تلك التى تعانى من الأزمات المالية الخانقة بينما هى تهمل قطاعات الناشئين ولا تكلف نفسها مشقة التنقيب عن المواهب بالمحافظات وتحكمها كثير من المعايير غير السليمة فى رعاية الناشئين والدفع بهم. الدنيا خربانة تحت!!.. وفى الأيام الأخيرة؛ تواترت أنباء جادة عن اهتمام برشلونة الإسبانى وبايرن ميونيخ الألمانى وأندية أوروبية أخرى بمهاجم الأهلى الصاعد حمزة عبد الكريم الذى يتمسك وأسرته بعرض البارسا رغم أنه شبه مجانى للأهلى الذى يبحث مسئولوه الموقف فى حرج بالغ ما بين الرغبة فى تلبية حق حمزة فى اللعب لنادٍ عملاق عالميًا مثل برشلونة ومن ثم التدرب فيه وصقل الموهبة والانتقال لآفاق أرحب عالميًا، وبين الحفاظ على حقوق النادى ماديًا فى بيع موهبة كبيرة مثل حمزة. النادى الكتالونى يستخدم إغراء اسمه وإغواء موهوبى دول العالم الثالث باللعب له بينما الأهلى يبحث عن حقوقه اللاحقة فى بيع وتنقل اللاعب وهذه نقطة التفاوض الإيجابى الحالية. الأهلى يتجه بوضوح لبيع حمزة عبد الكريم لبرشلونة الذى عدل قليلًا فى عرضه المجانى وبات الحديث عن النسبة المستحقة للأهلى من عملية إعادة البيع أو انضمام لاعبه للفريق الأول بالنادى الكتالونى وهو ما يحفظ بعض حقوق الأهلى الذى يتساهل كثيرًا من أجل منح لاعبه هذه الفرصة الكبرى.. فرصة حمزة تعيد فتح الملف المهم وتساؤل الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أيام: «هى مصر ما فيهاش 6 آلاف ناشئ موهوب زى محمد صلاح؟».. قطعًا يا ريس هناك الآلاف من الموهوبين ولكن أين هو العمل الجاد فى انتقاء هذه العناصر المميزة بالقرى والنجوع والحارات ورعايتهم وتنمية مهاراتهم وتغذيتهم والدفع بهم لصفوف الأندية الكبرى هنا وفى الخارج؟.. لن نمل الحديث عن المشروع المغربى وأكاديمية محمد السادس التى انتشرت بالمدن المغربية تنتقى الناشئين المميزين وترعاهم كرويًا وتعليميًا وتغذية وتثقيفًا بمواصفات عالمية شديدة الانضباط وبالاتفاق مع شركات تسويق عالمية باتت المواهب المغربية جاهزة للانتقال لأندية خارجية كبيرة أو لأندية المغرب وتحصل الأكاديمية على مقابل مالى يحقق عوائد كبيرة حولت المشروع لروافد استثمارية كبيرة. نحتاج لمشروع وطنى حقيقى وجاد يؤهل المدربين ويرفع كفاءتهم بوصفهم العامل المؤثر فى تدريب الناشئ وتطويره وأيضًا تجهيز الملاعب وصيانتها وفتحها بمراكز الشباب لاستقبال الملايين من الموهوبين.. مصر تمتلك كنوزًا حقيقية من المواهب، تحتاج فقط لمشروعات حقيقية وجادة وليس بالكلام والدعاية.. نحتاج لتجارب تكشف عن الآلاف من التلامذة بقيمة حمزة..