تحل اليوم الذكري الرابعة والتسعون لوعد بلفور المشئوم وقد جاء ذلك الوعد في صورة خطاب موجه من وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور إلي حاييم فايتسمان أستاذ الكمياء بالجامعات البريطانية والذي أصبح فيما بعد أول رئيس للكيان الصهيوني الذي قام علي أرض فلسطين وأشلاء أبنائها ولم يكن هذا الوعد بريطانيا فقط كما يعتقد الكثيرون فقد شارك في صياغته فريق من خبراء وزارتي الخارجية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة للتأكيد علي التزام الدولتين ومن ورائهما العالم الغربي بتحقيق الحلم اليهودي في تلك البقعة الطاهرة من الأرض.. وكان من المؤسف ان تكافئ بريطانيا العرب بإصدار وعد بلفور بعد ان وقفوا بجانبها في حربها ضد تركيا وقاتلوا حتي تمكنت بريطانيا من دخول القدس في عام .1917 وبالتأكيد لم يكن هذا الوعد مشروعا ولا مقبولا رغم انه أكد في أحد بنوده علي مراعاة حقوق أصحاب الأديان الأخري في فلسطين. فاليهود لم يكن لهم أصلا أي حق فيها بل إن عالما أمريكيا أثبت في كتاب له ان الأدلة التي يستند إليها اليهود في تأكيد حقوقهم في فلسطين اما ان تكون منتحلة أو حقيقية لكنها لا تثبت لهم حقا فيها وقد عوقب ذلك العالم بالفصل من جامعة هارفارد التي كان يعمل أستاذا بها وحتي بند حقوق أصحاب الأديان الأخري لم يحترم عندما تحول هذا الوعد إلي حقيقة. ولا تقيم الوعود دولا لكن وعد بلفور للأسف كان بمثابة حكم مشمول بالنفاذ أخذت بريطانيا علي عاتقها تنفيذه نيابة عن دول الغرب وكانت كل دولة تساعدها بقدر الإمكان فألمانيا مثلا سمح زعيمها هتلر بهجرة 120 ألف يهودي إلي فلسطين في بداية وصوله للحكم عام 1933 وفي تشيكوسلوفاكيا السابقة تم تصنيع معظم الأسلحة التي حارب بها اليهود. وهنا يتساءل البعض: وأين كان العرب من كل ذلك؟. لقد تنبه الفلسطينيون ذاتهم إلي الخطر المحدق بوطنهم من قبل وعد بلفور بكثير ويحدثنا التاريخ ان سكان يافا اشتبكوا مع مهاجرين يهود هبطوا علي الساحل الفلسطيني عام 1880 وقد خاض هؤلاء كفاحا بطوليا قدموا خلاله تضحيات عظيمة دون مساندة عربية كافية حتي وقعت النكبة.