تشهد المجاري المائية بالشرقية طوفانا من التلوث بعد أن تحولت لمقالب للقمامة ولمياه الصرف الصحي والحيوانات النافقة ووسط صمت المسئولين وعدم تفعيل قرارات المحافظين السابقين والحالي بمصادرة جرارات الكسح مما أدي إلي تلوث المياه الموجود عليها محطات مياه الشرب وإصابة المزارعين بأخطر الأمراض لاختلاطها بالمياه الملوثة التي تحولت إلي أشبه بمياه بحر البقر الملوثة. يقول محمود نصر - مواطن - إن إلقاء جرارات الكسح لمياه الصرف في المجاري المائية أصبح شيئاً عادياً والمسئولون نيام وأصبحوا يشاهدون المأساة عن قرب دون تطبيق القانون علي المخالفين خاصة أن هذه الجرارات بدون رخص ويقودها صبية همهم جمع المال حيث وصل سعر نقلة الكسح من المنزل خمسين جنيهاً الغريب أن أهالي القري الذين تلقي أمامهم مياه الصرف بحت أصواتهم مع المسئولين للقضاء علي الظاهرة الغريبة التي اجتاحت المحافظة لكن دون جدوي مع بناء الآلاف من المنازل والمشروعات خاصة التي تم إقامتها بجوار المجاري المائية قاموا بعمل وصلات صرف صحي مباشرة علي المجاري المائية وسط غض البصر من جانب العديد من الخفراء العاملين علي الترع من قبل الري فهل يتم مراجعة كافة المخالفات من قبل الري وتحرير محاضر وتوقيع غرامات كبيرة ورادعة علي أصحاب المنازل وإزالة الوصلات العشوائية التي تم تركيبها للحفاظ علي جودة المياه ووقف مسلسل الإصابة بالأمراض. روائح كريهة يؤكد حسن أبوالناس أعمال حرة أن المجاري المائية التي كنا نستمتع برؤيتها والجلوس علي شواطئها أصبحت لا تطاق وتفوح منها روائح كريهة نتيجة إلقاء المخلفات بها والأخطر نفايات العيادات الخاصة والحيوانات النافقة والقمامة التي سدتها تماماً وأصبحت الصورة سيئة تماماً وتحتاج إلي تضافر جهود كافة الأجهزة المسئولة بالمحافظة لتطهير المجاري المائية ومراقبتها وإحالة المقصرين إلي التحقيق وتطبيق القانون بمصادرة جرارات الكسح وإنهاء كافة مشروعات مياه الصرف الصحي المعطلة بالقري أو إدخالها للقري المحرومة خاصة أن الخلاص من مياه الصرف بالمجاري المائية يعود إلي عدم وجود مشروعات صرف صحي بالقري المحرومة. وبحر فاقوس ايضا اشتكي أحمد عبدالله وعدد من سكان مركز فاقوس من إلقاء مياه الصرف الصحي ومخلفات القمامة في بحر فاقوس مما تسبب في انسداد الترعة ومعاناة الأراضي الزراعية من العطش بسبب ندرة المياه وعدم وصولها لنهايات الترع بعد أن تحولت المجاري المائية إلي مستنقعات ومقالب للقمامة ومدافن للحيوانات النافقة منوهاً إلي أن مياه ترعة بحر فاقوس تروي الأراضي من خلالها وبإلقاء مياه الصرف الصحي يتم تلويث مياه البحر والمسئولين خارج دائرة الاهتمام. يشير حاتم السيد - مزارع - إلي أن عملية تطهير الترع أصبحت ديكورا ولا تتم علي الوجه الأكمل ويقوم الغالبية من أصحاب الحقول والمنازل المقامة علي الترع بمراضاة سائقي الكراكرات مما لا ينفذون عملهم علي الوجه الأكمل وطبقاً للتعاقد ناهيك عن ترك المخلفات علي شط الترع والتي يتم إلقاؤها مرة أخري بالترع مما يؤدي إلي تلوث المياه وعدم وصولها إلي نهايات الترع وإضطرار المزارعين إلي الري بالمياه الجوفية التي أدت إلي تطبيل الأراضي لزيادة الملوحة بها أو الري بمياه الصرف والتي دمرت الزراعة وصحتهم. يقول حسين محمد موظف المجاري المائية بمحافظة الشرقية تحولت إلي قنابل موقوتة ومقالب للقمامة ومدافن للحيوانات النافقة وعشرات الآلاف من أجود الأراضي الزراعية خاصة بقري شمال الشرقية قتلها العطش وأصبح ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي يشكل خطراً علي المزارع والماشية والأراضي كما أن الخضراوات التي يتم بيعها بالأسواق ملوثة. يلفت النائب خالد مشهور عضو مجلس النواب عن المحافظة عن سابقة تقدمه بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب لنقص المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية وإضطرار المزارعين لاستخدام الماكينات الارتوازية مياه المجاري لري أراضيهم الزراعية والمشكلة ليست في أن الأراضي الزراعية بالمحافظة المحرومة من المياه فقط بل حتي الترع الموجودة تعاني من عدم التطهير وهو ما يجعلها غير مؤهلة للاستخدام في الزراعة قائلاً: الفلاحون تعبوا ولم يجدوا من يسمع صوتهم وشكواهم وكل عام يعانون من نفس المشكلة في ظل تجاهل الحكومة لهم مطالباً بمكافحة نبات ورد النيل الذي تسبب في إعاقة تدفق المياه إلي المجاري المائية والترع فكثير من الفلاحين يعانون بسبب عدم وصول مياه الري لأراضيهم بسبب الانسدادات الموجودة بالترعة جراء إلقاء القمامة بها وتحويلها إلي مقالب للقمامة. يقول مجدي القري موظف أن الخضراوات أصبحت بطعم مياه الصرف الصحي بقري مركز الحسينية وانتشرت الأمراض والأوبئة في القري والعزب خاصة السرطان والالتهاب الكبدي والفشل الكلوي بسبب ري الزراعات بمياه الصرف وعدم توافر مصدر مياه آخر لدي الأراضي سوي مياه مصرف بحر البقر وأصبحت الآلاف من الأفدنة تروي بالمياه الملوثة رغم ما تحمله من عناصر ثقيلة تمثل خطراً داهماً علي الصحة العامة وهلاكاً للتربة لاحتوائها علي نسبة عالية من الرصاص والعناصر الثقيلة التي تتسبب في الأمراض الخطيرة. يشير محمد خضر عامل إلي أن الفلاحين مضطرون لري أراضيهم بهذه المياه الملوثة لعدم وجود بديل ولابد أن تكون الترع خطا أحمر للتلوث وعودة مياهها العذبة إلي ما كانت عليه في السابق حيث كنا نشرب منها مباشرة. من جانبها تقوم مديرية الري بالشرقية برئاسة رضا مهدي - وكيل وزارة الري بعقد اجتماعات مع جميع المشرفين وأعضاء التوجيه المائي للتأكيد علي المرور الدوري علي كافة الترع لمنع التعديات والمخالفات علي الترع ومتابعة أعمال النظافة أسفل الكباري والبدالات بواسطة البحارة والعمال خاصة بمدينة الزقازيق.