المشروعات الكبري تبدأ بحلم مجرد حلم الأمر ينطبق علي الأشخاص وأيضاً الدول.. دول كثيرة نهضت وأصبحت في مصاف الدول الكبري في سنوات قليلة وأخري ذهبت إلي طي النسيان بعد أن كانت ملء السمع والبصر.. النماذج أكثر من أن تحصي. وللحق والإنصاف فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي لديه حلم عبر عنه حتي قبل تولي الرئاسة بأن تكون مصر "قد الدنيا". مصر قادرة علي استعادة مكانتها في سنوات قلائل لتحقق الرفاهية والحياة الكريمة لأبنائها وأيضاً من أجل انقاذ الأمة العربية التي باتت علي حافة الانهيار والضياع وكما قال الراحل الكبير الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الشقيقة إن مصر بمثابة القلب من الأمة ولا أمل بل ولا حياة أصلاً إذا كان القلب عليلاً. من هنا يجب أن نتوقف أمام الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي من جامعة القاهرة خلال المؤتمر السادس للشباب بضرورة استعادة الهوية المصرية والقيم الأصيلة التي تأثرت بفعل العديد من العوامل داخلياً وخارجياً. لا أظن أن هناك مصرياً واحداً يمكن أن يختلف علي تلك الرؤية. فمن منا لا تبهره صورة جميلة من الزمن الماضي أو مقطع مصور لأغنية "ما أحلاها عيشة الفلاح" من الريف المصري الجميل أيام زمان والذي كان جنة غناء. أو يحن لذكري مع صديق قديم أو جار كان بمثابة الأخ أو الأب قبل أن تتشوه الصورة وتسيطر المادة ويصبح كل شيء له ثمن. منذ عدة سنوات التقيت رجل الأعمال السعودي عبدالرحمن بخش صاحب سلسلة المستشفيات الشهيرة بالمملكة وهو بالمناسبة خريج كلية طب عين شمس وحاصل علي درجة الزمالة من لندن. وأقسم لي أن القاهرة خلال فترة دراسته في الستينيات كانت أجمل مدينة في العالم وأنها كانت تتفوق علي لندن التي أقام بها فيما بعد. من النظافة والجمال إلي النظام والسلوكيات الراقية. وقال لي من بين ما قال إنه كان يخشي أو يحترس عند دخول المحلات الكبري وتصيبه الرهبة من مظهر الباعة الذين يرتدون البدل الأنيقة وتبدو عليهم علامات الهيبة. بينما الشوارع يتم غسلها يومياً بالماء. ولا تترك البلدية أثراً للأتربة أو الحفر والمطبات أو أكوام قمامة. ولا يقول قائل إن هذا الكلام يمثل نوعاً من الرفاهية ليس وقتها الآن باعتبار أن اقامة المشروعات كثيفة العمالة الأهم لتجاوز الظروف التي تعيشها البلاد وهو أمر مقبول وتقوم به الدولة بالفعل ولكن استعادة مصر للمكانة التي تستحقها لن تتحقق بالمشروعات وحدها ولكن أيضاً بشيء من الخيال والحلم. تنمية الإنسان هي الرقم الصعب إذا أردنا احداث تنمية حقيقية ومستدامة فالعاجزون والفاسدون والمرتشون وأيضاً اليائسون والمحبطون لا يمكن أن يصنعوا مجداً أو مستقبلاً نتمناه ونستطيع تحقيقه [email protected]