هناك لحظات ومواقف تستحق أن نتوقف أمامها للتأمل والتدبر. لكي نستجلي الحقائق. ونُثمِّن الجهود والأعمال. ولا نبخس الناس أشياءها.. إن ما تحقق لمصر خلال السنوات الأربع السابقة لم يتحقق لها طوال عقود طويلة سابقة. وقد تفوق ما تحقق لمصر علي يد محمد علي باشا. مؤسس مصر الحديثة.. وعلينا ونحن نقوم بعملية التقييم لما وصلنا إليه من نجاحات وإنجازات. وما قابلناه من تحديات وعقبات. وما حققناه من إنجازات. وما عانيناه من آلام وحرمان.. أن نأخذ في الاعتبار عامل النسبية.. بمعني: هل ذلك الحجم من المعاناة الاقتصادية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها. ولاسيما بالنسبة للفئات المحدودة الدخل. التي تكتوي من ارتفاع الأسعار. يقارن بما حققناه من إنجازات اقتصادية مذهلة. كانت بمثابة معجزات وخوارق.. علينا أن نقارن تلك المعاناة التي عاني منها الشعب المصري بما تحقق لنا من أمن واستقرار. وإزاحة طاغوت حكم الإخوان الذي كان سيزج بنا في غيابة جُب النسيان والضياع. كما حدث للكثير من الدول التي حولنا.. هل تلك المعاناة والحرمان من بعض الرفاهية يقارن ببقائنا وعدم ضياعنا وتشردنا علي حدود الدول. أو هلاكنا في البحار هرباً من الموت إلي الموت. كما حدث في سوريا.. نحن لا نستطيع أن ننكر تلك المعاناة التي نعاني منها. ولكننا في ذات الوقت علينا أن نقر ونعترف بأن ما تحقق لنا كان أكثر جداً مما عانيناه. والذي سوف يزول تدريجياً.. إن تلك الآلام الحاضرة التي نعاني منها لا تقاس بحجم تلك الإنجازات وما نتمتع به من سلام واستقرار وخُطَي واثقة ومتفائلة نحو مستقبل مشرق لنا ولأولادنا.. علينا أن ننظر حولنا لتلك الدول التي تعد بمثابة رواسي للنظام الإقليمي العربي والتي اقتلع الإرهاب أوتاد خيمتها وذهبت أدراج الرياح.. نحن نحيا ونتحرك ونواجه ونقاتل قوي الشر. وندحرها من أجل الحفاظ علي بقائنا. بل ونحقق الانتصارات في كافة المجالات وسط إعجاب العالم ودهشته وحنقه وصدمته.. إن تلك المعاناة قد كانت بمثابة الجسر الذي عبرنا عليه فوق جبال التحديات الأمنية والاقتصادية. وتحديات إعادة البناء لدولة عصرية حديثة بعد أن تمزقت أوصالها وكادت تذوب في بوتقة المؤامرة الكبري.. إن تلك المعاناة لا تُقاس بما تحقق لنا من مشروعات عملاقة تضع أقدامنا علي طريق التنمية والنهضة الحقيقية من خلال اقتصاد واعد سوف يجعلنا نمضي بخطي سريعة في معراج التنمية.. هذه المعاناة قد كان ثمنها ومقابلها تنمية سيناء ومحور قناة السويس. لكي ما يصبح ذلك الممر المائي منطقة تجارية ومركزاً حيوياً للتجارة العالمية.. كان مقابل تلك المعاناة شق قناة جديدة للعالم في أقل من سنة. تمت بأيادي مصرية. وأموال شعب مصر.. لقد كان مقابل ذلك القدر من المعاناة إصلاح مليون ونصف المليون فدان. وشبكة طرق عملاقة بتكلفة 100 مليار جنيه. ومحطات للطاقة الكهربائية بتكلفة 500 مليار جنيه. ومدن صناعية وسياحية ومطارات.. لقد كانت وسوف تصبح في أعيننا قمناً بخساً. لما تحقق من إنجازات تتوالي يوم بعد الآخر. تجاوزت الأربعة آلاف مشروع خلال عام بمعدل 3 مشروعات في اليوم.. لقد استطاع الرئيس السيسي أن يستنفر الإرادة المصرية. وأن يُحْيي فينا غريزة البعث والقدرة علي الحياة التي تميز بها شعب مصر. والتي اكتسبها من انحسار النيل وفيضانه. لكي ما تستعيد مصر مكانتها التي تستحقها. والتي كانت لها منذ فجر التاريخ.