تجري الآن علي أرض سيناء المقدسة ملحمة لا تقل عن ملحمة العبور في 1973 من جانب قوات مصر المسلحة التي تثبت كل يوم انها هي صمام الامن والامان لمصر وشعبها.. وسيذكر التاريخ ان مصر قد استعادت سيطرتها علي كل شبر من ارضها كما استعادت قوتها كدولة حاول المغامرون والمتآمرون تفكيكها لتلحق بغيرها من الدول الاخري في المنطقة.. لقد عربدت يد الإرهاب والتطرف بدول المنطقة العربية تنفيذاً لأجندات ومخططات قديمة لا نجهلها بعدما جعلت من نفسها مقصورات امامية لمن يعملون لحسابهم.. وقد اصابهم الشعور بخيبة الامل والاحباط بعد ان تمكنت مصر بفضل وعي شعبها وذلك الرجل الذي تحمل ما تنوء به الجبال في 30 يونيو استعادت مصر من الاخوان بعد ان كادت تسقط في وهدة الضياع.. يبد أنهم مازالوا تداعبهم احلامهم التآمرية مدفوعين برغباتهم الدنيئة في الحصول علي الاموال التي تغدق عليهم والتغرير بالشباب لكي ما يتم استعداؤهم علي أوطانهم باسم الدين.. وقد تمكنت هذه القوي الإرهابية من الدخول إلي مصر خلال تلك السنة السوداء من حكم الاخوان من اجل ان تصبح لهم ظهير يتم الاستعانه به لتحقيق مخططاتهم.. وقد عانت مصر وشعبها الكثير منها ولكن كانت قواتها المسلحة هي الدرع التي حمت البلد ومقدراتها من اعمال العنف والتدمير.. واستطاعت مصر بقواتها المسلحة وشرطتها من خلال قوات انفاذ القانون من توجيه ضربات قاصمة للإرهاب واريقت دماء الشهداء لتروي شجرة الحرية والامان.. ولكن الامر لم يقتصر عند ذلك الحد وكان هناك خطة استراتيجية تتم علي مراحل لاسترداد أمن مصر القومي وتأمين حدودها.. بيد أن هناك العديد من التطورات الاخري والمستجدات علي الساحة بفصل تلك الدول المتآمرة التي مازالت تعمل علي اسقاط دولة مصر والزج بها في غيابة جب الضياع.. وبعد ان تمكنت الدول العربية كالعراق وسوريا من خوض ملاحم مازالت تجري حتي الآن علي اراضيها للقضاء علي ذلك التنظيم الإرهابي الدولي المعروف بتنظيم الدول الإسلامية.. بدأت هذه القوي الإرهابية تحاول أن تتخذ مصر كمسرح لعملياتها وتحقق ولو جزء من اجنداتها وقد صرحت تركيا بذلك.. ولكنهم لم يكونوا ليعلموا ان مصر بقيادتها السياسية رغم انشغالها في معركة البناء والتنمية التي تعد احدي الركائز كانت قد تجهزت واعدت العدة لقطع دابرهم من خلال التدريبات والمناورات العسكرية ورفع الكفاءات القتالية لشرطتها وقواتها المسلحة التي احتلت المركز العاشر بين جيوش العالم.. لقد كانت عين القيادة السياسية الواعية رغم تلك المناورات والمهاترات وما يمكن أن نسميه بالأهازيج السياسية مركزة علي ملف الامن القومي المصري.. وأدركت أن ما حققته من انجازات اقتصادية وسياسية وكذلك اجتماعية تدخل في دائرة الخوارق والمعجزات يرتهن استمرارها وجني ثمارها بالقضاء علي طاعون الارهاب.. لذلك كان اصحاب العقول يعلمون انه لابد وأن تكون هناك ملحمة هي بمثابة عبور آخر يجري علي ارض سيناء لتأمينها وتأمين حدود الدولة المصرية ومنافذها.. بيد أن هذه المعركة قد بدأت بالفعل مع عمليات ما يعرف "بحق الشهيد" التي كانت هي البداية لانتزاع شوكة هذه التنظيمات الارهابية التي طال شرها كل دول العالم.. ان شعب مصر بوعيه يدرك حقيقة ما يدور حوله من مخاطر واضحة وضوح الشمس في عز النهار ويثق في قيادته وقواته المسلحة غير عابئ بنباح الكلاب وعواء الذئاب.